كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

تحدث بتفصيل عن أصله، ونشاته وشبابه، ودراسته ومصنفاته،
وعرض لشيوخه وتلاميذه، ووقف عند مذهبه الظاهري، ثم عرض لأدبه
وحئه وأخلاقه، وعلاقته بالناس.
لم ينسَ في الفسم الأول أن يبين أثر النشأة الأولى والبيئة المترفة
والعيش على ايدي النساء في (تكييف) عبقرية ابن حزم، الذي نشأ على
صورة فذَةٍ، لم يشبهه فيها أحدٌ من أعلام الإسلام لا في الشرق ولا في
الغرب، ذلك أنه نشأ في حجور العالمات المربيات من أهل بيته (1).
وأشار إلى ما تعرّض له من تقلبات السياسة ومصائب الزمان،
ووصف إقباله على العلم "حتى كان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ،
وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب
والمنطق والشعر، وأصبح أجمعَ أهلِ الأندلس قاطبةً لعلوم ا لإسلام " (2).
" ليس للظاهرية مثله فيِ جميع العصور، وأكاد اقول: ما رأيتُ احداَ
بعد الصدر الأول من الأئمة فهِمَ الشريعةَ حقَّ الفهم، وأفهمها بإخلاصِ
وصدقِ وحماسةِ مثل رجلين: ابن حزم هذا في المغرب، وابن تيمية في
المشرق، أرسلهما اللّه على آهل الدس والدخائل الخبيثة، الذين أرهقوا
جسم الإسلام بما حشوه من بدع المجوسية والنصرانية واليهودية، فكانا
عليهم، وعلى ما اتوا به، صاعقةَ مثل صاعقةِ عادِ وثمود" (3).
وعرض لمصنفاته مرتبةً على حروف المعجم، فبلغت ثلاثة
وخمسين كتاباً، وعلّق بعدها بقوله: "ولاشكَّ أن له كتباً كثيرة ضاعت
أسماؤها. . " (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة، ص 23 - 4 2.
ا لمصدر السابق، ص 0 4.
ا لمصدر ا لسا بق، ص 043
ا لمصدر ا لسا بق، ص 0 6.
66

الصفحة 66