كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وحيق عرض لمذهبه وقف عند الظاهرية، وأول من قال بها، وبئن
موقفهم من الفياس، ووقوعهم بين التشدد والتسامج (1).
وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أدبه، فتحدث عنه حديث
المعجب، وقرنه بالجاحظ قائلاً: "إنه لا يعرف من الأدباء الموهوبين في
القرون الخمسة التي تلت الهجرة غير اثنين فقط: الجاحظ في المشرق
وابن حؤم في المغرب، على تفاوتٍ بين الرجلين وميزاتٍ لكل منهما على
الاخر" (2).
وفضَل الحديث عن ادبه وشعره وأسلوبه وخصائص نثره مستشهداً
بنصوص من اثاره.
وتحدث عن حبه، وما يتصل به من أسباب، وعرض د (طوق
الحمامة) وقال: إن من نعم اللّه على المكتبة العربية أن يسلم لها مختمحرُه.
وذكر أمثلة مما وقع لابن حزم. وانتهى إلى أنه رجل نادرُ المثالِ في الرجال
المحبين نبلاً وسموّاً في عاطفته، وعزة نفسه، ورقة حسه، وطهارة ذيله.
وتحدث بعد ذلك عن أخلاقه، فردّ بعض ما قيل عنه، وأثنى على
وفائه، وعزة نفسه، وصدقه حتى في الحديث عن أسراره، وعفَته على
ما كان في بيئته من شهوات متاحة.
ووصف مزاجه الحادَ العنيف، وما جزَه عليه من خصومات،
وما دفعه إليه من أحكام بالضلال والفسوق والكفر والمروق، وعدَّ ذلك
هفوةً من ذلك العالم الجليل، الذي عرفه بعضُهم بحذَة الطبع وطولِ
اللسان والاستخفاف بالكبار.
(1)
(2)
في مجلة التمدن الإسلامي بدمشق، (الظاهرية وابن حزم) للأستاذ سعيد
الأفغاني، السنة (6)، ص 17.
ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة، ص 72.
67

الصفحة 67