كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وأشار إلى انه نشره بعد نشره لجزء آخر من سيرة النبلاء تضمن
ترجمة الإمام ابن حزم، كما جاء في اخره أنه سيتبعه بعد أيام صدور كتاب
(الإسلام والمرأة).
وقد أثنى المحفق أعطر الثناء على جهود المحدّلْين وخاصة الذهبي
لما قاموا به من خدمة العلم، والإخلاص له.
وردّ على الذين يزعمون - متابعين للمستشرقين - أن العرب عُنوا
بالنقد الخارجي (نقد السند)، ولم يُعنَوا بالنقد الداخلي (نقد المتن)،
وعد هذه الرسالة وأشباهها "مثالاً محسوساً تفتح العيونَ على النقد
الداخلي، نفد المتن، وتدلّ على أن الترجمة التاريخية فنُّ العرب
الخاص، برعوا فيه براعةً بالغةً، وأن الذهبي أحد نوابغهم العظام في هذا
الفن " (1).
وأما الرسالة التي تتضمن ترجمة السيدة عائشة، فقد أضاف المحقق
إليها فوق كل فقرة أو موضوع عنواناً من عنده يدل عليه.
وتتضمن الترجمة ذكر نسبها (رضي الله عنها) لأبيها وأمها،
وزواجها، ومن روت عنه، ومن روى عنها من الرجال ثم النساء. وبيان
صفاتها ومنزلتها وفضلها وحياتها مع رسول الله مج! يِ! وما يتصل بخطبتها
له، وزواجها به، كما تتضمن حديث الإفك ومواقف بعض الصحابة منه،
وما يتصل بغيرتها، ونزول اية التيمم بسببها، ولطف الرسول بها وحبه
لها، وعلمها، وتزكية ابن عباس لها. . . وبيان خلالها التسع، وما كان
حين وفاتها، وختم ذلك كله بذكر شيء من عالي حديثها.
والجدير بالذكر أن ما وقع في أسماء الأعلام من تحريف في
(1) سير النبلاء، جزء مخصوص بترجمة عائشة رضي اللّه عنها، ص ه - 6.
73

الصفحة 73