كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وختم بحثه بتعليق قيّم على صنيع النحاة والمتقدمين حول
الاحتجاج.
وأما القياس - وهو الموضوع الثاني من موضوعات الكتاب - فقد
ذكر أستاذنا نبذة من تاريخه، وتحدث عن أبرز القياسيين من النحاة،
ووقف عند أمئلة من قياس الخليل بن أحمد وتلميذه سيبويه، ئم أبي علي
الفارسي، وتلميذه ابن جني. وتناول أئر العلوم الدينية في ا لقياس اللغوي،
وبئن احتذاء النحويين للأصوليين من الفقهاء، وسيرَهم على طريقتهم،
واقتباسهم من مصطلحاتهم، وتأئرهم بالنزعة الاعتزالية العقلية، كما بين
تأئرهم برجال الحديث في عنايتهم بالأسانيد وأخبار الرواة، وبالمتكلمين
في ميلهم إلى التعليل، وبالفقهاء في طَرْق باب الاجتهاد وبناء القواعد
على السماع والقياس والإجماع. وعقد فصلاَ لأحكام القياس وبيان
اركانه، وعرض لمواقف المعاصرين من القياس، وأورد بعض قرارات
مجمع اللغة العربية في الفاهرة المتعلفة بالتضمين والتعريب والمولّد
والاشتقاق.
وكان الاشتقاق الموضوع الثاك في الكتاب؟ فعرّفه، وعدًد
أنواعه، وذكر بعض ما يتعلق به من احكام، وما يمنع من الاشتقاق منه،
وعزف بمن أفرده بكتاب، وانهى بخاتمة علق فيها على مواقف بعض
العلماء من الاشتقاق، ودعا إلى إعادة النظر في باب الاشتقاق للإفادة مما
تتصف به العربية من مرانة وطواعية.
وكان الخلافُ اَخرَ موضوعات الكتاب، فقدّم له بلمحة تاريخية عن
مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، وعن ابي الأسود، وطبقات النحاة من
بعده بصريين وكوفيين، وتناول نشأة الخلاف بين الكسائي والأصمعي،
ورأى أن الخلاف بين رجال الطبقة المتقدمة كالخليل والرؤاسي لم يتعدً
المذاكرة والمخالفة والرد، لأن الدنيا لم تدخل بينهم، فقد كانوا أعفة
80

الصفحة 80