كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

2 - إن النهضة العربية التي ستقرا عن نشاطها في الاستانة ودمشق لم
يستقل بها الشاميون، بل تعاون عليها معهم عراقيون ومصريون وليبيون
وجزائريون ومغاربة. . . بل إن العهد الفيصلي الذي قام في الشام سنة
(1919 م) اسهم فيه عراقيون وفلسطينيون ومغاربة وحجازيون، وبذلك
تدرك سخف (الإقليمية) التي رمى بها الأجانب إلى من تلقَفها عنهم. . .
3 - جعلتُ على هذ 5 المحاضرات عنوان (الشام)، لأن أكثر من
نهضوا بها كان منها من جهة، لأني قصرتُ الكلام على حياة النهضة في
الشام تسهيلاَ للبحث، وسيشعر العراقي مثلاَ أو التونسي أن هذ 5 المظاهر
التي اصفها في هذه المحاضرات إن لم تشبه ما جرى في بلد 5 فهي لا تنأى
عنه.
4 - اسم (الشام) جرى في هذه المحاضرات على المعنى العلمي
لهذ 5 الكلمة، وعلى ما عرفه العرب قديماَ وحديثاَ، لا على المعنى الذي
اراده (الجنرال غورو) الفرنسي، و (الجنرال اللنبي) الإنكليزي.
5 - حيثما جاء اسم الأتراك فالمعنيئُ به طغمة الحكام من أحزاب
(جون ترك وا لاتحاديين)، ولا نعني بحال الشعب التركي.
والمحاضرات عرضق تاريخيٌّ تحدَثَ المؤلف في الباب الأول منه
عن حال اللغة والعلم في آخر العهد التركي، وعن المدارس وأنواعها،
وعن صراع اللغة العربية ومقاومة سياسة التتريك.
وتناول في الباب الثاني: النشاط العربي في العهد الفيصلي
(5/ 0 1/ 918 1 - 24/ 7/ 0 92 ام) وما كان فيه من بعثِ لروح العربية بين
الجماهير، وفي إدارات الحكومة والجيش، وفي لغة الدواوين، وتأسيس
المجمع العلمي العربي، ونشاط لجانه، وحركة التعليم في مستوياته
(مراحله) المختلفة، محاولاَ من خلال ذلك كله توضيح أهم دعائم
96

الصفحة 96