كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

حينما نزلت بوطنه النكبات: معركة ميسلون، ودخول! الفرنسيين دمشق،
والقضاء على الدولة العربية الناشئة (1).
والزركلي شاعر أصيل، تعفَق بعمود الشعر العربي، والتزم به، وصاغ من
الموشحات على منوال! الشعراء الأندلسيين، ونحا في شعره منحى المتقدمين من
حيث الجزالة والمتانة والأسلوب، وجمع إليه النمط المرغوب عند المتأخرين
من حيث الوزن والوضع، فجاء شعره اَية في الإجادة وغاية في الإبداع والبراعة.
ويقول! الزركلي عن الجديد والقديم، ص 238 من ديوانه:
يقول! الناسُ في شعري كثيراَ وأهل (النقد) أنكأُ للكُلوم
خذوا منه (الجديدَ) وإن رأيتُمْ (قَدِيماً) فالرِّعَايةُ للقَدِيْمِ
الزركلي الشاعر الذي عاش حياته كلها لأمته، فكان من شعراء القلب
والروح واللسان.
الشاعر في قلبه المتفتّح أبداً للجمال! المترع بالخير الممتلئ بالحب، وفي
لسانه الذي يفيض أبداَ بالبيان، وينفث السحر الَحلال!، بكى الأحلام الضائعة
كما بكى الأوراق المتناثرة في الخريف، وكان في شعر 5 أثر الجد ومؤهّلات
الخلود، لا كأشعار أصحاب المناسبات وطالبي إعجاب العوام. وفي شعره
متانة التعبير، ودقة التصوير، وحسن الديباجة، وروعة الموسيقى.
ويصف البحَّاثة الشاعر الدكتور محمد رجب البيومي شعره بقوله:
"وشعر الزركلي حار العاطفة ملتهب الأداء، ولكنه من النمط السهل الواضح
الذي يسلّم معانيه لقارئه لأول! مرة فهو إلى طريقة حافظ إبراهيم أقرب منه إلى
طريقة شوقي، وقد نظم في الشعر القصصي ما حفق فيه فوق مستوى حافط، لأنه
(1)
مر قبل قليل ص (06 1) أن الزركلي وضع أناشيد وطنية نشر بعضها في رسالة
طبعت بدمشق سنة 332 اهـ-913 ام باسم (مجموعة الأناشيد الوطنية).
(الناشر)
109

الصفحة 109