كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

راعى التصوير الفني، ولم يأتِ بالحادث عارياً عن الإيحاء والتلوين، كما اختار
بعض الشعر الغربي فساقه مُترجماً، واختياره هذا دليل حضيته الوطنية، وأذكر أ ن
قصيدة (الديدبان) التي ترجمها في نسق بياني رائع، تلقي دروساً في الوطنية
الصادقة لا تبلغه عشرات الصحف الحماسية التي يمر بها الدارس دون التفات
ينبئ عن تقديرها، وهي تذكّرنا بمترجمات أخرى حازت نصيبها من الإبداع " (1)
والزركلي من الشعراء الذين لم يرضوا لأنفسهم بالإقليمية الضيقة،
وقارئ ديوانه يجد صدى ذلك في شعر 5 الكثير الذي قيل في القضايا العربية
العامة، فهو يذكر سورية كما يذكر مصر، وفلسطين، والجزائر، والمغرب
وا لسعودية، فديوانه - بحق - د يوان ا لوفاء للعرب كا فة.
حيّا الجزيرة (السعودية) بقصيدة مطلعها، الديوان: 6 1 2:
يا نَفْسُ بُلِّغْتِ قصْدا وعادَ أمرُكِ جِدَّ
ويذكر نجد، الديوان: 9 1 2:
شَفَى مِنْ لوعةِ الوَجْدِ عَبِيْرُ الرَّنْدِ مِنْ نَجْدِ
والرضوانية: نسبة إ لى مكان يسمى (الرضوان) في القاهرة: 4 2 2:
تعؤَدتِ، تَعْذِيبي فطالَ وَأَوْجَعَا فما ازدادَ رُكنُ الصَّبْرِ إلا تصَذعا
ويحثي مصر: 227:
اَضَأتِ كالبَدْرِ في مُحْلَولكِ الغَسَقِ والشرلتىُ في مُدْلَهئم الجَهْلِ لم يُفِقِ
وينظم قصيدة لمرور ألف عام على! اء الأزهر، 0 27:
سَلِ الزمانَ مَتَى بنيانُ ازهرِ 5 يُجبْكَ: أمسِ، وما بالأمسِ، من قِدَمِ
(1) النهضة الإسلامية: 3/ 2 4 1 - 43 1.
110

الصفحة 110