كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

عَسَى تُرى (عَدَن) تُصغِي لكم سَمْعَا فتحْفُزُ الاَل من (صنعاءَ) او (نجدِ)
وفي (الحجاز) لنا شعمب نحئيهِ وعهدُ مجدٍ أصيل في مغانيه
يا امةَ العُرْبِ تيهي بالعُلا تيهي زهواً وأكرمْ بعهدِ القُرْبِ مِنْ عهدِ
ومثل ذلك رثاؤ 5، فقد رثى سعد زغلول وهو مصري، وأسعد داغر وهو
لبناني، ورثى الملك فيصل وأبا 5 عبد العزيز وهما سعوديان، ورثى محمداً
الخامس وهو مغربي، ومحمد علي الهندي وهو من الهند كما رثى السوريين:
طاهر الجزائري، ورفيق العظم، وفؤاد سليم، وفوزي الغزي وغيرهم،
وسأعرض لذ لك با لتفصيل.
الصدق في شعره:
ويبقى للزركلي عنصر الصدق في شعر 5، تحدث عن حاله وحال الناس
فأنصفهم، وصدق في وصفه لهم، وديوانه مملوء بشواهد غا ية في ا لكثرة وأنصف
الفقير ورق له، ونَفَحَه من نفسه كثيراً، انظر قصيدته (غريق بيروت، ص 93 1)
التي رثى فيها رجلاً ذا أُسرة مؤئفة من ثمانية أشخاص، عَجَز عن إعاشتهم،
فألقى بنفسه في البحر تخلّصأ من الحياة فمات، ورثاه الزركلي في الحال:
ما بالُ بيروتَ لا تَبْكِي العيونُ بها دَمأ وتَضْطَرِبُ الاكبادُ مِنْ أَلَمِ
قَضَى شهيدَ صِغَارٍ لا نصيرَ لهم ولا مُغيثَ فأبكى مُقلةَ القلمِ
ثم قال:
غريقَ بيروتَ ابكيتَ القلوبَ أسى لا عاشَ بعدَكَ في الأحياءِ ذو نِعَمِ
ويقول الزركلي مخاطباً إياه بأن البحر لم يقتله إئما قتله طمع الأغنياء:
ما كانَ قاتِلَكَ البحرُ الخِضَم وما أودى بِشخِصَك مَوْجٌ شامِخُ القِمَمِ
لكنْ رَمَتْكَ بِشَو قدْ دُهِيْتَ بِهِ اطماعُ مَعْشَرِ سوءٍ حائفٍ نهمِ
لَوْ أن فِي مُوسِرِيْنا رَحْمَةً قَشَعوا عن الفَقِيْرِ حِجَاباً دائمَ الطلَمِ
112

الصفحة 112