كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

هم أحْرَزُوا قُوتَه مُستأثِرِينَ بِهِ وخفَفو 5 مِنَ الإملاقِ في ضَرَمِ
وكُلُّ نفسبى ستُجزَى بالذي كَسَبَتْ الحيفُ بالحيفِ والائداءُ بالذَيَمِ
وقال من قصيدة نظمها في الحرب العالمية الاولى، ص 178:
هِيَ الحربُ كانَتْ للدَمَارِ وَلَمْ تزَلْ مَثَارَ خُطُوبٍ تَبْعَثُ الضَّنْكَ والعُدْما
لعاً لِمُلوكٍ في البلادِ وقادةٍ على عَثَرَاتٍ منهمُ أُمَم تُدْمَى
لَوْ اجْتَنبُواخَوْضَ الحُرُوب لأسْعَدُوا مواطِنَهم بِالامْنِ والرَّاحَةِ العُظْمَى
إذاً كنتَ تَلْقَئ الناسَ أبنَاءَ واحدٍ تسُوسُهُمُ الرّحمى، وترعاهُمُ النّعمى
فَلا أمَ تبكي حظَها وزمانَها ولا أبَ يَشْكِي (1) ضَيْمَ رَاعِيْهِ والبهلْما
ولا طِفْلَ يَعْلو نُدبُه وعويلُهُ وقَدْ أضمرَ الذَهْرُ الخَؤونُ له الممما
ومن عناصر الصدق في شعره أيضاً: صدقه في حماسته الوطنية
وإحساسه بقومه، أو ما ندعوه في عصرنا بالعروبة والقومية، لقد كان شاعراً
ينبض شعره بقومه، يذود عنهم، ويفخر بهم، ويشمخ باَثارهم ومكارمهم.
ويقول الشاعر الكبير أنور العطار: "هذا هو خير الدين الذي وصل إلى
مصاف العظمة حين شعر أن حياته ملك قومه، وأن ما وهب الله له من عبقرية
إنما كان في سبيل وطنه، وفي سبيل مواطنيه.
وهذا هو الشاعر الذي أشاع الحياة في ألفاظه، والقوة في معانيه، وسكب
روحه أنغاماً يهدهد بها الوطن الجريج آونة، ويثير بها العزائم اَونة، كل ذلك في
أسلوب يتميز بالعمق والاصالة، ويحفل بالإشراق والوضوح، ويطفج برهافة
الحس ولطافة ا لجرس، فشعره كما يقول (موسّيه اص! 33 وللأ)، كا لما سة واللؤلؤة،
وقطرة الندى، ولكن فيها كل معاني النور والبحر والفجر.
هذا هو خير الدين الشاعر البطل الذي فاق الأبطال، حين أوحى إليهم
ما يفعلون، أ ليس الشعراء والأبطال كما يقول الامرتين) من سلالة واحدة، لا!
(1)
هكذا، والصواب: يشكو، ولعله من خطاً الطبع.
113

الصفحة 113