كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

اِضْرِبْ فَهَذَا اَخُوْكَا وَاطْعَنْ فَذَاكَ أَبُوكَا
أَلَسْتَ قَنَّاصَ حَيٍّ أَقَامَ فِيْهِ ذَوُوْكَا
والثالثة وهي اخر ما نظم وهي في ثلاثة أبيات نظمها في القاهرة قبيل وفاته
بثلاثة أ يا م، وقد وُجدت إ لى جا نب سريره، وهي آ خر شعره في ا لد يوا ن ص 67 3:
مَتَى تَتبَرَّجِ الدُنْيَا وَيَشْدُو هَزَارُ رَبيعِها بَعْدَ النَّحِيْب؟
وَتَبْتَسِمُ الأزاهرُ في رُباهَا مُعَطَّرَةَ النَّدَى بِشَميمِ طِيبَ؟
أَمَا للكَارِثَاتِ مِنَ الزَزَايَا خِتَامٌ بَيْنَ أَحْمَدَ وَالضَلِيْبِ؟
قِلَّة شعر 5 بعد ثلاثينيات القرن العشرين:
يلاحظ أن الزركلي رحمه اللّه قد قل شعره بعد ثلاثينيات القرن العشرين،
وتواريخ قصائد ديوانه شاهدة على ذلك، ومرذُ ذلك اشتغاله بكتابه الخالد
(الأعلام) وقد سأله الدكتور بكري شيخ أمين عام (394 اهـ/ 974 ام) عن
سبب تركه ساحة الشعر والقوافي فأجاب: ". . أنا لم! أترك الشعر، بل لم يتركني
هو، فمازال بيننا وصال، فأنا إلى اليوم آنظم، وأترنم بالقول الجميل، ولكني
إلى الإعراض عنه أميل، هذا ا لإعراض ليس ابن الساعة، ولكنه ذو عمر طويل،
يكاد يمتد إلى خمسين سنة إلى وراء، ولولاه ما خرجت إلى الناس بكتابي
(الأعلام) ويخيل إليئَ أني خدمت به بلادي وأمتي بمثل ما خدمتها بشعري.
لكني أرى أنَ نَظْم قصيدة واحدة يستغرق زمناً، ويحتاج إ لى تفرغّ وخيال،
وابتعاد عن المشاغل، والعمل في (الاعلام) يستحوذ على ليلي ونهاري،
ويغرقني في بحر من القراءة والكتابة والتأليف. لا أجد بعده سانحة أتفرغ فيها
لعمل اَخر. صذقني أني عملت خمسين سنة في كتاب (الأعلام) وقضيت
معطمها في الوقت الذي أرحت نفسي فيه من الشعر، أنا ما تركت الشعر
أبدالم ا). ولكن العمل في الأعلام كان يقتضي التفرغ الكامل لها، وعمل خمسين
(1)
هكذا وهو يريد قط. قلتُ: ابدأ لنفي المستقبل، فلعل الصواب أن يقول (قط) -
115

الصفحة 115