كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

تأثّر ظاهرٌ بقول الزهإوي في تحية العَلَم:
عِشْ هكذا في عُلُو أيُّها العَلَمُ فإنَنَا بِكَ بَعْد اللهِ نَعْتَصِمُ
الموضوعات التي طرقها في شعره:
1 - النضال والوطنيات والسياسة: عمل الزركلي في ساحات متعددة قبل
الحرب العالمية الأولى، وخلالها وبعده! في ميادين الصحافة، وفي تنظيمات
الأحزاب، وسار في صفوف الثوار في سبيل استقلال بلاده، ومن أجل الوحدة
العربية الكبرى، وأحسّ في خلال الحرب العالمية الأولى بأنّ الغرب يسعى
لتقسيم بلاده، وتفريق شملها والعدوان عليها، فقال عا م (9 1 9 1 م)، ص ه 2 1:
فِيْمَ الوَنَى ودِيَارُ الشَام تُقْتَسَمُ أينَ العُهُودُ اثَتي لَمْ تُرع والذِّممُ؟
هَلْ صَحَ مَا قِيْلَ مِنْ عَهْدٍ وَمِنْ عِدَةٍ وَقَدْ رَأَيْتُ حُقُوقَ العَرَبِ تُهْتَضَمُ
وألقى قصيدة بين يدي الملك حسين بن علي (0 192 م)، وفيها وصفٌ
لالام الأمة كلها، وما تحملته من عَنَتٍ وإرهإق وظلم، مطلعها، ص 173:
يا ابنَ بِنْتِ النَّبِيئَ أَرْهَقَنَا العَسْفُ فَجَرّدْ لَهُ الحُسَامَ الرَّقِيْقَا
ويقول:
إنَ فِي الشَإمِ أُمَّةً لا تطيقُ الضبْ - تَلْإلى لَهَا العُلا أنْ تُطِيقَا
ولما دخل الفرنسيون دمشق عام (0 92 ام) بعد وقعة ميسلون، وحلَّت
الفاجعة، صؤر الزركلي هذ 5 الفاجعة وسقوط ميسلون بشعر رائع، لا نكاد نجد
له مثيلاَ في شعر الشام، بل يكاد ينفرد بروعته وبيانه لوصف تلك الساعات
الحرجة من حياة أمة، مذت يدها إلى الحلفاء صادقة فأعطوها المواثيق باليمين،
ورموه! بالنار بالشمال، فففحلت الموت على الحياة، وسقط أبناؤه! في المعركة
ليسقوا الأرض من نجيعهم الطاهر، وليُشْهِدوا العالم أجمع على غدر الحلفاء،
117

الصفحة 117