كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
فقال الزركلي يصف المعركة الحربية غير المتكافئة وصفأ بليغأ، أرسله من
قرارة نفسه دمعأ وأسًى وحُرْقة، وتدفق به على الغادرين حقدأ ونيرانأ مطلعها،
ص 16 1:
اللهَ لِلحَدَثانِ كَيْفَ يمِيدُ بَرَدَى يَغِيْضُ وَقَاسِيُوْنُ يَمِيْدُ
ثم قال:
لَهْفِي عَلَى وَطَنٍ يَجُوسُ خِلالَهُ شُذاذُ اَفَاقٍ شَرَاذِمُ سُوْدُ
آَبرَابِرُ (ال! نِغَالِ) تَسلُبُ أُفَتِي وَطَنِي وَلا يتصدَع الجُلمودُ
شَز البَلِئةِ وَالبلايَا جَفَة انْ تَستبيحَ حِمَى الكِرَامِ عبيدُ
وقد تصوّر الشاعر عظم الكارثة، فجعل بردى يغيض ماؤه، وجبل
قاسيون يميد لهولها، فإلوطن العربي تجوس أرضه شراذم سود من السنغال
يسلبون العزة، ويختلسون الاستقلال، وهذه شز بَليّة يُصاب بها وطن، حين
يهحث المستعبدون لنصرة المستعمرين في سلب وطن اَخر.
ولا أطيلُ في ذكر بقية القصيدة وشرحها، فليس هذا هدفي، ويمكن
القول: إنّ هذه القصيدة أصدق لوحة في وصف معركة ميسلون في الشعر
السوري المعاصر.
وليس شعره كله سواء في حوادث بلاده ورزئها ونكبتها، فمنه بكاء
وشكوى، ومنه نُصجٌ وحكمة وسياسة، من ذلك قصيدة ألقاها في عمان عام
(1 92 1 م) أمام الملك عبد الله بن الحسين مطلعها الديوان ص 153:
تذكرتُ والذكرى تفيضُ جراحُها دماً فجَّرتْهُ مكةٌ وبطاحُها
ويعرّج على الشقاق، وهو داء مبعثه هؤلاء الحكام الذين كانوا يتقاسمون
الحكم ويتنافسون من أجله، لا يعبؤون بما يعدْ الأجنبي وما يفعل، وكأئه أدرك
عصرنا هذا:
وَلَمْ أرَ قَبْلَ العُرْبِ فِي النًاسِ أُفةً سواء عَليها خُسْرُها ورَباحُها
118