كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

تُرخي فلاحاَ والشقاقُ حَليفُها وكيفَ يُرَخى في الشقاقِ فلاحُها
ولما هاجر الزركلي إلى مصر، وهي ملجأ الأحرار، وملاذ اللاجئين من
العرب، يجدون فيها الظل الظليل والعيش الرغيد، أخذ يتغنّى بحرية بلد 5،
ويناجي أهلها بشعرِ سار في كل مكان، وأطرب الأحرار، وأعجب الأدباء،
فأنشد قصيدته السائرة عام (1924 م) (نجوى) وهي من أروع ما قاله شاعر في
الحنين إلى وطنه ومطلعها، الديوان صا 2:
العينُ بعدَ فِراقها الوَطَنا لا ساكناَ ألْفَتْ ولا سَكَنَا
وحين ضرب الفرنسيون دمشق بالقنابل عام (925 ام) قال قصيدةَ في
وصف دمار دمشق، (بين الدم والنار) وهي من عيون شعره، مطلعها:
الأهْلُ أَهْلِي وَالذيَارُ دِيَارِي وَشِعَارُ وَادِي الئيْرَبيْنِ شِعَارِي
وكانت قصيدته هذه قد رافقتها قصيدة لأحمد شوقي (نكبة دمشق) (1)
سارت في كل مكان، مطلعها:
سَلامٌ مِنْ صَبَا بَرَدَى أرَق ودَمْع لا يُكفْكَفُ يا دِمَشْقُ
وقد طغت قصيدته هذه على قصيدة الزركلي، مع أئه نَظَمَها على عَجَل،
كما يقول الطنطا وي في ذكريا ته: 1/ 27 2، ولكن شاعريته محت آثار عجلته،
فجاءت فيها أبيات سارت في الناس مسير الأمثال، وخُفَدت خلود أبيات
المتنبي، وصارت مَدَداَ لكل خطيبِ يخطب، او زعيمِ يقود، حَوَتْ معاني تبقى
جديدة، ولو مرت عليها السنون.
(1)
وهي من محفوظاتي في المدرسة، ومازلت أحفظ بعض أبياتها، وكان شوقي
السان العرب والمسلمين) يعبّر عن آمالهم وآلامهم، أفراحهم وأتراحهم، فما
مزَ بهم حَدَثٌ إلا كانت لثوقي قصيدة فيه، لذلك كان شعره ديوان العرب في
هذا العصر.
119

الصفحة 119