كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

ويقول الطنطاوي في ذكرياته: 229/ 1: "ولكني أفضل هنا قصيدة
الزركلي على قصيدته، لا أفضّل الزركلي ولا غيره عليه هو. الزركلي ابن الشام،
ومهما كان البعيد فإنه لا يشعر بمأساة البلد شعور ابن البلد، وأسلوب الزركلي
هنا أسلس وألين، وإن كان أسلوب شوقي أقوى وأمتن، وقافية شوقي كأنها
ا لطريق الوعر، فيه ا لحجارة والصخر، وقا فية الزركلي كا لسلسال ا لجاري وا لجادة
المُعَئدة السهلة. . وقصيدة الزركلي مملوء بالصور، ولكنها ليست كالصورة في
القصيدة العاطفية، المدار فيها على الجمال وحده، بل على الجمال والحقيقة،
لأن هذه القصيدة وأمثالها تاريخ فني، أو فن تاريخي، أريد أن أقول: إنها لا
تكمل إلا أن جمعت بين الصدق وبين الجمال، الصدق لأنها تاريخ ليست
خيالأ، والجمال لأنها أدب ليست مجرد وثيقة ".
2 - الطبيعة والغزل:
أما شعره في وصف الطبيعة، فهو لا يتغلغل في وصف التفاصيل كما نقول
اليوم، إنما يقف عند الاوصاف العامة، فلا يرسم تراقص الألوان والظلال، إنما
يَعْمَد غالبأ إلى رسم المدن والأنهار في الشام فيصف الشلال، ص 48:
وَيَرُوقُني الشَلأَلُ مُنْحَدِراً هوى نَحْوَ البسيطةِ مِنْ اَشئمً عالِ
يَغْلِي كأفي الئارَ بَيْنَ ضُلُوعِهِ وَدثُورُ مُنْدَفِعاً إلى الأدْغَالِ
شَابَتْ غَدَائِرُه فَأَرْسَلَها عَلَى وَجْهِ الرّمالِ وَهَثمَ بالإعْوالِ
وَلَقَدْ دَنَوْتُ مُقتلاً قَطَرَاتِهِ فَرُمِيْتُ من قطراتِه بِنبالِ
ويصف فيضان نهر بردى بدمشق عام (919 ام) ويخاطبه، الديوان:
اتعيدُ فينَا عَهْدَ (نوحِ) ثانياً؟
وَيْحِي وَوَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ بِجِيْرَةِ
ويقول:
120
أَمْ أنتَ تَضْرِبُه لقَوْمي مَوْعِدا
قَدْ كُنْتَ تَرْوِيْها وَتُومِنها الضَدى

الصفحة 120