كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

عِيلَ صبري والنفسُ ذاتُ لَجاجِ وصباحي يضِن بالإبلاجِ
وصؤر في قصيدة أخرى صوراَ من فجائع الحرب العظمى، أهمها الجوع
الذي أصاب الناس، فقد ضاقت ائم شريفة بولديها، وسامها نذلٌ وضيع بيع أعز
ما تملك ا لمرأ ة، فنزلت على كُرهِ منها، وباعته بدراهم تقي ولد يها ا لموت والعِفَة،
ولكنه سرق دراهمها وولّى، فلا درهماَ نالت، ولا نفسها وقتْ، وما لقيت من
الناس إلا الأذئة، فقال من قصيدة (البائسة (، ص 0 5 1:
وَضَاقَ عَلَيْهَا الْعَيْشُ حَتّى إذَا مَضَتْ صَبيحةَ يومِ لا تَرَى أينَ تَطرُقُ
تَصَدى لَهَا مَنْ سامَها الشُوءَ بَاذلاَ لَهَا مستجادَ الئقْشِ يَزْهُو وَيَبْرُقُ
فَألَقَتْ عَلَى وَجْهِ ال! ماواتِ نَظْرةَ ممادُ إذا تُلقَى عَلَى الصَخرِ تَخْرقُ
ومذتْ لحابيها العطيَّة كفَها تتابعُه والقلبُ كالريح يَخفُقُ
وطَالَ على ابنيْها التخَفُفُ عَنْهُمَا فَبَاتَا وداءُ الجوع لا يترفقُ
وهذه القصص الشعرية تشبه ما خلف بشارة الخوري، وخليل مطران من
قصص البؤس والمجاعة خلال ا! حرب.
وقد وُفّق الزركلي إلى رسم الأخلاق في المجتمع بشعر بسيط، فرأى ا ن
الحق لا يُحترم، إنما تحترم القوة، وأن الكذب سائر مصدَق، وان الحرص على
الجاه والمنصب والتاج عِفَة الناس، فيقول، ص 6 5 1:
أيَّةُ نفسِ من ألسَى ناجِيَه والناسُ في حالكةِ داجيَهْ
هذا ينادي: مَنْصبي منصبي وذاك: تاجي ويحكُم تاجِيَهْ
وإنمَا الفوزُ لِشَعْبِ صَحَا والخُسْرُ حَظ الا4 مَةِ الشَاجِيَهْ
ولعله تأثر في هذه الأوصاف الاجتماعية بشعر أبي العلاء المعري، فتناول
المفاسد والأخلاق ورسمها في زمانه، فكأنّه المعري يصف زمانه، وكأن الأيام
لم تتبدل والناس هم هم.
122

الصفحة 122