كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
وكقوله (1):
عجَائِبُ (. . .) لا تَنْقَضِي تَلْحَقُ اُخراها بأُوْلاها
ما كانَ إلاّ عَبْدَ طاغُوته مَنْ حَسبوهُ يَعْبُدُ اللهَ
فقد التزم في الأبيات الثلاثة الأولى في القافية أربعة احرف، وفي البيتين
الأخير ين ثلاثة أحرف.
الفنون الشعرية:
المُوَسَحات: نظم الزركلي ثلاثة موشحات، الأول! الم تفِ ياقمر) صنع
فيه الواحاً للبؤس مختلفة، ويبدو أنه فاله حين احترقت خزانة كتبه، فصحث في
شعره ألوان الماَسي التي كان يراها حوله، فمن فتاة حسناء أفقرها الزمإن،
وجزدها من الجمال، فتصزف بها القدر ساخراً هازئاً، ومن نابغة طَوَتْهُ المنون،
ومن غريب عإش كئيباً مضطرباً، ومن جريح يطوي الليالي مُسَفَداً، ومن حروبٍ
تقوم بين الناس فتفني منهم الكثير فيقول!، ص 97 1:
لم تُبقِ ايدي الحادثاتِ ولم تَذَرْ فَعَلامَ تَضْحَكُ في سَمَائِكَ يا قَمَرْ؟
أرأيتَ تائهةً على أَتْرَابِهَا
فَتانةً بسُفورِها وَحِجَابِها
خلأَبةً بدَلالِها وعِتَابِهَا
غَلآَبةً بِحَدِيْثِهَا وَخِطَابِها
ذَهَبَ الزمَإنُ بِمَالِهَا وَشَبَابِهَا
وَتَفَزَدَتْ بِاَنِيْنِها وَمُصَابِهَا
ناجتْكَ شاكيةً تصاريفَ القدَرْ وظللْتَ تَضْحَكُ في سَمَائِكَ يا فمرْ!
وهو موشح طريفٌ عَذْبٌ، في معانٍ بسيطةٍ سلسةٍ ولغة سهلة، وقوافٍ لئنةٍ
تنسال! إنسيالاً في الاَذان كما تنسال! الموسيقى الهادئة.
(1) مجلة العرب سا ا، ص 637.
128