كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

الملك عبد العزيز، ووصف أحواله العامة والخاصة من جل المؤلفات عنه،
ومن أفواه عارفيه، ومن ثنايا الأوراق الرسمية في دواوين الدولة، وجمع فيه
خلاصة تاريخ قيام الدولة السعودية في الدور الأخير على يد الملك عبد العزيز،
وما رافق ذلك من حروب وفتن، ومعاهدات ومراسلات. وفيه كثير من الصور
الطريفة، وقد وضعه مؤلفه لأحداث الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز فوقف
عند عهد 5، ويعذ نموذجاً للنثر العربي الوديع القوي في جمال الترجمة
الشخصية.
ضم الكتاب (184) فصلاً تتراوح طولاً وقِصَراَ ما بين صفحة واحدة
وثمانٍ وثلاثين صفحة، حُفي كل فصل منه باسم (الملك عبد العزيز) لائه تاريخ
ما وفّق النّه له عبد العزيز، وعماد هذا الكتاب التتئع والاستقصاء.
وتبرز أهمية الكتاب ان مؤلفه مؤرخ ثبَت مُقتدر، وكتبه بعد أن أقام
بالسعودية سنوات، وكان مقرباَ من الملك عبد ا لعزيز وأولاد 5 ورجاله، واششغل
في السياسة السعودية الخارجية فرأى وسمع، فجاء كتابه غاية في الدقة، يضاف
إلى هذا أسلوب المؤلف السهل الواضح البلبغ.
افتتح كتابه بحديث عن الملك عبد العزيز ألقا 5 ابنه الملك فيصل، ثم
شرع في الحديث عن الملك عبد العزيز، مقذماً لذلك بخلاصة سيرة أسلافه
مبتدياَ بالأمير سعود بن محمد بن مقرن (1) جد ال سعود ومؤسس حكمهم،
فابنه محمد بن سعود (2)، وفي عهد هذا ابتدأ دور (الإمامة) في بيت آل سعود
وكان رؤساؤهم - كما يذكر الزركلي - يُدعون بالشيوخ والأمراء، إنما دُعي
بالإمامة بعد اصطباغ سياسته وحروبه بالصبغة الدينية الخالصة: حروبه (جهاد)
وغاراته (غزوات) وانتصاراته (فتوحات) ورعايا 5 (المسلمون) والخروج عن
طاعته (رِدة) ومرجع أحكامه الكتاب والسنة، وفي ايامه ظهرت دعوة الشيخ
(1)
(2)
انظر ترجمته في الازرم: 3/ 91.
المصدر السابق: 6/ 138.
136

الصفحة 136