كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
محمد بن عبد الوهاب، وناصرها الإمام محمد بن سعود، وعاهده على إقامة
شرائع الإسلام. وانتهى إلى سعود الكبير بن عبد العزيز (1)، وتحدث عن قتال
العثمانيين له الذين ضاقوا ذرعاً باتساع دولة آل سعود (2)، واشتد حَنَقُهم حين
ترامت إليهم أخبار (الإمامة) وهي صِنْو (الخلافة) التي كان يقوم عليها عرش آ ل
عثمان، وجهزوا أربعة جيوش لقتال سعود، ونشبت معارك حالَفه الظَّفرُ في
أكثرها، إلى أن تغلّب إبراهيم باشا (3) بن محمد علي باشا على الديار النجدية
بعد وفاة سعود ومبايعة ابنه عبد اللّه (4) عام (323 ا هـ- 1818 م).
ثم انتقل للحديث عن مولد الملك عبد العزيز - ودولة اَبائه في ضعف
وانحلال - وصُحْبته أبا 5 عبد الرحمن إلى البادية، يطارده ابن رشيد الذي احتل
الرياض، واستقرار عبد العزيز في الكويت، وشنِّه الغارإت على ال رشبد
وأنصارهم، ومفاجأته عامل ابن رشيد في الرياض واستيلائه عليها، وهي حادثة
كَثُرَ الكاتبون عنها، يزيد هذا ويُنْقِص ذاك، وحاول الزركلي الجمع بين مختلف
الروايات، مراعياًالتقيّد بما نُقل منها عن لسان الملك عبد العزيز في أحاديثه
الخاصة، وعلى أثر هذ 5 الحادثة جدَّد إ مارة آل سعود وقا تل ابن رشيد.
وأسهب الزركلي في وصف وقعة البكيرية بين الملك عبد العزيز وابن
رشيد ومعه بعض عساكر العثمانيين، جامعاً تفصيل المعركة بين رواية أمين
الريحاني وخالد الفرج، موضّحاًالشرح بالخرائط، لينتقل بعد ذلك إلى وقعة
الشَنَانة عا م (332 ا هـ= 4 0 9 1 م) وهي القسم الثاني من وقعة البكيرية التي وطَدت
قدم ابن سعود في نجد، وقضت على النفوذ التركي، وانهارت بها الصخرة
الأولى من صرح آ ل ا لرشيد، وقتل ابن رشيد بُعَيْدها.
(1)
(2)
(3)
(4)
ا نظر: ا لأعلام: 3/ 0 9.
وكانت دولته ممتدة من عُمان ووادي حضرموت ونجران وعسير إلى شواطئ
الفرات، والبادية السورية إ لى قرب دمشق، ومن الخليج إلى البحر ا لأحمر.
ا نظر ا لأعلام: 1/ 0 7.
ا نظر ا لأعلام: 4/ 9 8.
137