كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

فقد كان صوفياً نقياً، ليّن العريكة، حلو الشخصية، رضياً، لا يغضب من أحد
ولا يغضب احدأ، وكان تأثيره في ا لناس كبيرا. توفي بدمشق (1).
4 - مرحلة سورية:
عمل الزركلي بعد ئعفُمه مدزسأ في المدرسة الهاشمية بدمشق (وهي
المدرسة الكاملية التي أنشأها الشيخ محمد كامل القصاب)، ودُعي إلى الجندية
سنة (16 9 1 م)، فدخلها جنديأ نحو ستة أشهر، ثم توارى، واشتد عليه الطلب،
وهُدّد مع مَن توارى بالقتل، فلجأ إلى إرضاء جمال باشا بمدحه بأربع قصائد،
فأعفاه من الجندية، وفي ذلك يقول: "فأسأتُ إلى الشعر في مدحي له بأربع
قصائد" وانتدب جمالُ باشا الزركليئَ لتأليف كتاب في تراجم الشعراء الذين
مدحوه، فعكف على الاشتغال بما سبق له البدء به من جمع التراجم لكتاب
(الأعلام) ومطلَ جمال باشا في الكتاب الذي أراده متظاهرأ بالعمل على
إنجازه (2).
وفي دمشق أصدر صحيفة (الأصمعي) أسبوعية سنة (330 اهـ=
1912 م) فصادرتها الحكومة العثمانية لنشرها صورة المأمون، وتحت الصورة
جملة (الخليفة العربي العباسي).
ثم انشأ فيها بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى سنة (918 ام) صحيفة
السان العرب) وذلك لمّا دخل العرب بقيادة الأمير فيصل بن الحسين
والبريطانيون دمشق، فصدرت الصحيفة ثلاثة أشهر، وتنازل عنها لشريكه فيها
إبراهيم حلمي العمر.
ثم أصدر صحيفة (المفيد) مع يوسف حيدر، استمزَت حتى دخول
الفرنسيين دمشق سنة (0 92 1 م) وجاهر بعدائه للفرنسيين بشعره وقلمه، ونَعَتَهم
(1)
(2)
ذكريات علي الطنطاوي، عبقريات، ص 9 6 1.
من ترجمته بقلمه التي أطلعتني عليها ابنته السيدة طريفة، ولم جم! بِتْ القصائد في
ديوا نه.
15

الصفحة 15