كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
جماعات من الشراكسة نزحوا إليها حوالي سنة (290 ا هـ)، كما انفردوا بكثير
مما حولها من قرى ومزارع، هم أصحابها اليوم غير منازعين، ولكن ابتغاء الربح
وطلب الكسب هما اللذان حملا إ لى عمان تجاراً من دمشق ونابلس، افتتحوا فيها
حوانيت صغيرة، فقصدها أهل الخيام والاكواخ من البُداة الضاربين حولها
والمقيمين في ما جاورها من القرى، فأصبحت ولها شيء من الشأن " (1).
وقال في موضع اَخر: ". . . وركبنا عربتين يجرّ كلأً منهما بغلان، وما
كانت السيارات يومئذ لتستطيع بلوغ عمان لما (2).
وشرع في الحديث عن وصول الامير عبد الله إلى معان من الحجاز،
وتضارب الأقوال في سبب قدومه، وحديثه مع عودة أبي تايه، وأ قواله للوطنيين،
وجريدته (الحق يعلو) وقدومه إلى عمان، وقبل أن ينتقل من الكلام عن رحلة
الأمير من معان إلى عمان، رأى الزركلي أن يسو! تى شيئاً عن (معان) في حاضرها
وعشائرها، ثم وصف قدوم الأمير إلى عمان، وذكر الأماني التي تمنّاها الناس
من الأمير، ووصف حال إمارة شرقي الأردن المتهلهل، وخَلُص إلى أنها في
إدارتها ومعارفها وأمنها ريشةً في مهب الريح، لا تستقر على حال، واستمرت
وذلك شأنها إلى أن بَدّلها الله من فوضاها شبه نظام.
وأورد خلاصة ما نقل إليه عن المفاوضات بين الأمير عبد الله وتشرشل
وزير المستعمرات البريطاني مع أنهما تعاهدا على كتمان ما دار بينهما، ولا
أدري من الذي نقل ذلك إلى الزركلي؟! وقد ذكر هو ص 0 5 أن رؤساء حكومة
ا لأمير عبد الله الذين تعاقبوا واحداً بعد اَخر، لم يستطيعوا أن يطّلعوا على موادّها،
حتى ذهب الاكثرون إلى أنها كانت شفهية لم تكتَب.
وأ تى على تأسيس ا لحكومة ا لأو لى في عهد ا لأمير وقُوامُها ثمانية أشخاص،
منهم لبناني وهو رشيد طليع ا لذي تو لى رئاسة ا لوزراء، وثلاثة سوريين.
(1)
(2)
عامان في عمان، ص 6.
ا لمصدر ا لسا بق، صه.
159