كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

علي رضا الركابي - أما اللذان سبقاه فهما رسْيد طليع، ومظهر الرسلان - وكيف
قدم من سورية إلى شرقي الأردن، وتولى فيها رئاسة المستشارين، وأكثره نقد
للركابي، واعقب هذا العنوان عنواناً آخر (بدع الركابي) وفيه تحدث عما أحدثه
الركابي من بدع جديدة في شرقي الأردن، ومن أسوأ ذلك تحريشه بين الأمير
والوطنيين، وتجرئته الأمير على إيذاء الوطنيين، بل ارتكب ما هو أسوا من هذا
فأدخل في عقل الأمير انّ راي الأمة هو رأي زعمائها، وأن الأمر ما أ مروا به.
وكان الزركلي قد ذكر ص 179 احترام الأمير للوطنيين فقال: "ظل الأمير
عبد الله مدة إقامته في معان ثم عمان، إلى أيام الركابي محتفظاً بمزية واحدة
كانت تستر كثيراً من سيئاته، وتقيل غير الفليل من عثراته، تلك هي عِرْفانه فضل
احرار ا لعرب، وحفظه كرامتهم، واعترافه بما أسلفوه من خير ويد. . " (1).
ثم أ ورد نموذجاً مطولاً بئن فيه كيف كان يكتب الأمير عبد الله إلى ا لمندوب
السامي البريطاني في فلسطين.
وختم الكتاب بالحديث في رحلة الأمير عبد الله إلى لندن، وخطبته في
عمان بعد أوبته من لندن.
وعقد فصلاً للحديث في اوبة الركابي من لندن، ولكنه لم يكتب إلأ
أسطراً، ووعد بإصدار جزء ثانٍ قريباً، سيجد القارئ فيه (نص كتاب الركابي
وصور ا لمفاوضات) و (نفقات ا لرحلة) نقلاً عن رسالة خاصة بدث بها الركا بي إ لى
الأمير من دمشق، وابحالْاً في (أسرار مقر الأمير) و (اَثار شردتى الأردن) و (قبائلها
ونفوسها) و (المضحكات المبكيات) و (هجعة الثائر) و (ديوان التفتيش) وغير
ذلك من مختلف الأخبار والأحاديث.
غير ان الأيام لم تمكِّن الزركلي من أن يفيَ بوعد 5، ولعله سْعر بعدم رضاه
(1)
مما يستعمله الأتراك وأصلهما عربي بلفظي (مستشار) و (مستشارين).
وهذا الموضع الوحيد في الكتاب الذي مدح فيه الأمير عبد الله.
163

الصفحة 163