كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

مِنى ومُزْدَلِفة وعرفات في غير موسم الحج، ووادي نَعمان الذي أكثر الشعراء
من ذكر 5، وجبل كبكب، وجبل كرا الذي كان يتسلقه طوراً، ويحبو عليه طوراً
آخر، وذكر ما للشعراء والادباء من لطائف في وصف كرا، منها قولهم: " صعود
كرا يحرم من الكرى "، ووصف قرى الهدة حتى وصوله إلى الطائف.
واسترسل في سبب تسمية الطائف بهذا الاسم، وأورد بعض الأوهام
في ذلك ومنها: ان جبريل انتزعها من الشام او اليمن، وطاف بها على البيت
الحرام، ثم ألقاها في هذ 5 البقعة، بعد أن اقتلع البلدة التي كانت في موضعها،
وقذفها إلى المكان المحمولة تلك منه، فذهبت الأولى بحرّها وجفائها، وأتت
هذه بما كان لها من طيب المناخ وجمال المنظر.
ويرى الزركلي أن ذلك لا يمنعنا من أن نرا 5 اليوم خيالاً شعرياً جميلأ
مقبولأ، فاداب العرب والإفرنج مُفْعَمةٌ بأنواع المجاز الجاري مجرى الحقيقة،
فليس على الخيال حَرَج، وللشاعر ان يشبه ما شاء بما شاء، بما اتفق له وجه
الثبه، فلنقل معهم إن الطائف من غير أرض الحجاز، وأن الملائكة قد حملوها
من أقاصي الديار لتكون جنة هذه الأقطار. ص 1 8.
وأشار بإيجاز إ لى مكانة الطائف في أمور ثلاثة:
موقعها العسكري والسياسي: فهي مصيف امراء مكة وأشرافها، وهي
أمنع ثغورالحجاز البرية، وهي مجتمع القبائل ومحتشد العشائر.
ومكانتها الاقتصادية: فهي أحد ابواب الحجاز التجارية الكبيرة،
وارضه أغنى أراضي الحجاز بعد وادي فاطمة.
ومكانتها التاريخية: فهي من أقدم البلاد العامرة في الحجاز، وأوجز في
إيراد فصة وفود النبي! على ثقيف قبل استفحال شأن الإسلام، لما فيه! من
بيان ما عاناه النبي ع! في بدء ظهور دعوته، وختمها بما انتهت إليه حال ثقيف
في الإسلام، وتحدث عن استيلاء الأمير عبد الله بن الحسين على الطائف وطرد
الأتراك منها.
166

الصفحة 166