كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

ثم تطرق لاثار الطائف، فبدأ بمساجدها القديمة، منها المسجد العباسي
ومسجد عداس، قال فيها ص 92: " وهي في شكلها وحجارتها وهندسة بنائها
جديرة في أن تؤخذ رسومها، إلا أنني لم يكن معي ما أصورها به، كما أنه ليس
في الطائف رشَام ماهر اعتمد عليه في هذا الشأن " وعزَج على الكتابات الأثرية
على الأحجار والأنصاب، وفي صخور الجبال، وذكر أشهر الأصنام مع وصفها
وموقعها وتاريخها.
ثم انتقل للحديث عن أعلام الطائف، ممن ولدوا في ديار الطائف أو دفنوا
فيها مع ترجمتهم، وهم ممن توضل إلى معرفتهم بالمْقل أو الأثر، مبتدءاً بذكر
الصحابة رضوان الله عليهم، الذين ثبت استشهادهم في الطائف، فاكتفى بذكر
تسعة عشر صحابياَ، وسكت عن الباقين طلباَ للإيجاز، وذكر أشهر رجال ثقيف
مع ترجمتهم، وهم سبعة وثلاثون رجلاَ، أ ولهم زيا د بن أ بيه، واَخرهم أ بو محجن
الثقفي، وأورد خمسة من شهيرات نساء ثقيف.
واستوعب معالم الطائف وحالتها الاجتماعية، فذكر سورها وحاراتها
ومنازلها وسكانها وقلعتها ومدارسها، وذكر علماء ا لطائف الذين لقيهم.
وعقد فصلاً صغيراَ للحديث عن سوق (عكاظ)، عَطَفَه بفصلِ طويل
آخر أورد فيه ما حول الطائف من قرى وجبال وأودية وآبار وبساتين وحصون
وعيون مرتبة على حروف المعجم، وأتى على ذكر قبائل الطائف: عتيبة،
ثقيف، شبابة، خندف، وعرض لها بشيء من الإيجاز.
وعرض لمخطوطة الشيخ عثمان الراضي في نقد (الرحلة الحجازية)
لمحمد لبيب بك البتنوني، لخص الزركلي ما ظفر به من الكتاب حرصاَ على
مادته من الضياع والانتشار، لأن مؤلفه توفي قبل إنجازه.
وختم حديثه في رحلته عن الطائف في وصف أيام رحلته، وحنينه إلى
دمشق فيقول ص 159: " أمضينا نيفأ وعشرين يوماَ في الطائف، نركب البغال
عصر كل يوم، ونمضي إلى جهة من جهاته، فنبتعد مسيرة ساعة أو ساعتين أو
167

الصفحة 167