كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
أَؤرِ في (جفَقَ) الكئيبةِ زَنْداَ وأقمْ للطعان في (الشَام) سُوْقا
أَمْطِرِ القوَمَ بالقَحوَاعِقِ حَتَى لا ترى أَعْيُنُ العُداةِ البُرُوقَا
إن للباطِلِ اضطراباَ على الحَق وعُقْباهُ أن يكونَ زَهُوْقَا
وكان الزركلي يرى الملك حسين بن علي أكثر من ساعتين كل ليلة - عدا
المدة التي ذهب فيها إ لى الطائف - فعرفه في سروره ورضاه، وعرفه في انقباضه
وغضبه، وعرف حياته الخاصة، وكان يراه جامعاَ بين المتناقضات، فيقول من
قصيدة (جبار زمزم) الديوان ص 77 (1):
مَنْ كإلحسينِ إذا نَظَر تَ إلى الجبابرة القُرُوْمِ
الجامع المُتَناقضا تِ مِنَ الغَرَائِزِ والفُهومِ
الغافِلِ اليَكِظِ، الحَرِبْ! الباذلِ، العاتِي الزحِيْمِ
المِدْرَهِ العَيئ، العَصِ يم الطَيِّعِ، الشَرِسِ الحَلِيْمِ
الصَادِقِ الظَن الصَحب -، الفاسدِ الرأي ال! قِيْمِ
الطَيب الئفسِ الأب! سِ، السئئ الخُلُقَ الشَؤومِ
والملك حسين بن علي في رأي الزركلي مؤمنٌ بمجد العروبة والإسلام،
ذو مبادئ صارمة لم يستطع إلانَتَها ليتمكَنَ من الحفاظ على عرشه، غيرُ عليم
بمداخل السياسة الدولية ومخارجها، صلبٌ معتد بنفسه، مستقل في اَرائه،
عنيذ شديدٌ، لا ينقاد بالعنف، ويصعب أن ينقاد باللين.
وراى الزركلي أن ثورة الشريف حسين على الترك سنة (6 1 9 1 م) التي
كانت بعد خلع الاتحاديين السلطان عبد الحميد الثاني - الذي كان الشريف يثني
عليه - هي شرعية لأسباب قومية ودينية، ولم يكن للحسين مندوحة عن مفاوضة
خصوم الترك، وعقد المواثيق معهم لإنقاذ بلاد العرب، دمافامة الدولة العربية
(1)
وقد نظم هذ 5 القصيدة على اثر خروج الملك حسين من الحجاز ودخول
السعوديين فيها، وتاريخ نظم القصيدة 2 1/ 0 1/ 4 92 1 م.
17