كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
وابان الزركلي ان البدو يق! مون الشعر إلى نوعين؟ الأول: الصحيج
الأوزان واللغة ويسمونه (القريض) والاَخر: الشعر المختلف في لغته واوزانه
عن الشعر الصحيح او القريض ويسمونه (الحميني) - ولم يعلم الزركلي استقاق
هذه اللفظة ولا اصلها - واوضح انهم يسمون المساجلة بين الشاعرين منهم
(قصيدام كم! يسمون القصيدة الطويلة أو القصيرة (نشيدام ويعرف عندهم اللغز
باسم (الغبوة) وتطرق الزركلي للغة (الحميني) وأورد امثلة منه، وعرض
لأوزانه، واوضح - في حديثه عن التمييز بين شعر الحميني الحضري والبدوي -
ان البدوي أقوى على الارتجال. وأكثر شعر 5 ينشده غير متكلّف ولا متصنّع
خلافاَ للحضري، فإنه يصنعه صنعاَ، فينمّق ألفاظه، ويهذّب أبياته، ولا يقوى
على ارتجاله في الغالب. والتمييز بينهما بملاحظة يسيرة هي أن شعر ابن الحواضر
يبدو قريباً من لغة الحواضر.
وعزج على اختلاف الأساليب بين البوادي، فأبان أن لكل بادية من بوادي
الحجاز واليمن والشام والعراق اسلوباً خاصاَ في شعرها، وأن هذا الفرق يظهر
في أوزانها وفي لغتها أو بيانها، وذكر أشهر شعراء بادية الحجاز، ومنهم الملك
حسين بن علي الذي اثبت قصيدتين له. وختم الخاتمة بوداع الملك وعودته إلى
القاهرة.
وخلاصة الكتاب أنه وصف شامل لما ا صاب سورية عقب معركة ميسلون،
ودخول الفرنسيين دمشق، وهو تاريخ للطائف في ماضيها وحاضرها، وتاريخ
الحسين بن علي بتصوير دقيق وفني وأمين سجّل في كتابه بعينَي العالم، وفكره
وروح الشاعر تاريخاَ صغيراً للطالْف، وألحق به فصلاً طيباَ عن البادية ضمَّنه
جملة من الملاحظات النافذة أطلق الحديث منها رسلاَ على حدّ وصفه هو.
إن بحثه هذا عن الطائف يؤلف معطم كتابه، ويشمل حديثه عن البادية
نحواَ من ربع الكتاب، وحين تشاء أن تد ير وجهك عن السياسة، فأنت تجد نفسك
قبالة كتاب عن الطائف والبادية، أما إذا أردت إلى السياسة سلم لك من الكتاب
170