كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
الكبرى، لتحل محل الدولة العثمانية المضمحلة، وشارك العرب في الحرب
العالمية الأولى مع الحلفاء لنيل حرياتهم واستقلالهم، ولكنه مع الأسف لما
انتهت الحرب، وجاء وقت الحساب، كانوا في جملة الأسلاب.
فالحسين صذَق وعود الإنكليز الذين اعلنوا الحرب على ألمانية باسم
الحرية والديمقراطية، وظنَ ان ممثلهم (ماكماهون) لا يمكن أن يخون العهود
التي قطعها باسم حكومته (1)، ولم يكن إلى جانبه مشاركة فغَالة من الجماهير
العربية تسديه النصح والمشورة، وقد أتى الزركلي على صفات الحسين (2):
طالَ انقيادُك للخُصُومِ وأنتَ أدرى بالخصومِ
الإنكليزُ وما أُرا كَ بِأَمْرِهِمْ غيرَ العليمِ
ما في جُمُوعِهِمُ وإنْ حَدَبوا عليك سِوَى غَريمِ
ذُؤبانُ وَادِيْكَ الفسب - وآفةُ المُلكِ العَقِيْمِ
قد يستنيمُ أذاهمُ حيناً، وليس بمُسْتَنيم
كالئار تُذكيها الريا حُ فكيفَ تُطفأُ بالنسيم
ويقول فيه:
ما كانَ واللّهِ (الحسب! نُ) الشيخُ بالشيخِ النّؤومِ
لكنَّ مَنْ خافَ الهزب - رَمَتْهُ صاعقةُ الهزيمِ
مَنْ حادَ عن شَرَكِ الغُمو مِ اصطادَه شَرَكُ الغُمومِ
طلبَ السلامةَ بالوَنَى فإذا بهِ غَيْرُ السليم
ولما أعلن الملك حسين نفسَه خليفة للمسلمين في الشونة على الحدود
بين فلسطين والأردن سنة (4 92 1 م) ولم يعترف به العالم الإسلامي، قال:
(1) ويبدو أن الحسين بن علي اتعظ بما جرى له مع الإنكليز فرفض إعطاء وطن قومي
لليهود في فلسطين، فكان نفيه إ لى قبرص ثم نهايته المحزنة.
(2) ديوان الزركلي، ص 77.
18