كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

رَبَاتُ بنَفْسِي أَنْ تذِكَ وما نَبَتْ
ولكئنِي أحسنتُ ظَني بأُمةٍ
بِيَ الأرضُ، او ضاقَتْ عليئ فِساحُها
تعاصَى على أهلِ الصَلاحِ صَلاحُها
و يقو ل:
وَلَمْ أرَ قبلَ العُرْبِ في الئاس أمةً سَوَا! عليها خُسْرُها ورَبَاحُها
تُرَخي فَلاحاً والشَقاقُ حَلِيْفُهَا وكيفَ يُرخى في الشقَاقِ فلاحُهَا
وما بَرَزَتْ في عَالَمِ الله امة ولا كانَ إلا بالوِفَاقِ نَجَاحُهَا
لَقَدْ أَوْجَسَ القَلْبُ المُعَذب خِيْفَةً وأَقْلَقَهُ مَكْنُونُها وصُرَاحُها
وبَاتَتْ يردتاجيني وَدسَاوِسَ أَطلقتْ أَعِنتَهَا الأئامُ صَعْمب جِمَاحُها
ويخاطبُ الأميرَ عبد الله يستنفر فيه الحمية ليحقق آمال الأمة:
أبا نائفٍ جازَ الزصافةَ فَيْصَلٌ وسوريةٌ يعلولَدَيْكَ نُواحُها
فَهَلْ أنتَ مُذْكِيْ نَارِها فَمُجِيْرُها عَشِثةَ إذْ رِيْعَتْ وَخِيْفَ افْتِضَاحُها
وَهَلْ أنتَ ماحِي عَارهَا فَمُثبْرها وَغًى كانَ حِلأً إثمُهَا وجُناحُها
وتغثرت صورةُ الأمير عند الزركلي فقد تغئر قلبه عليه، ولم يترك فرصة
للنيل منه إلا اهتبلها. نجد ذلك في كتابه (الأعلام) و (عامان في عمان) و (ما
رأيت وما سمعت).
وقد واطاه الراي في الأمير آيضأ جل مَن عمل معه من الاستقلاليين فقد
راوا ان الأمير عبد الله لاين الإنكليز، ولم يستجب للئوار. ولعل مرد ذلك أ ن
الأمير اتعظ بما جرى لأخيه فيصل في سورية، وإن علق هؤلاء آمالهم عليه في
الحرية والاستقلال، فماذا يفعل الأمير وليس عنده إلا بضع مئات من الجنود
وقليل من مالٍ يتلقاه من الإنكليز؟.
غير أن هناك سبباً خاصاً في الزركلي حدا 5 إلى النَيل من الأمير، وهو
اعتقاله في خيمة بعمان، ذلك ان الزركلي هجا رئيس الوزراء مظهر رسلان
بقصيدة، وكانت صلة التفاهم بينهما منقطعة، وبلغ امرها الأمير، وخشي الزركلي
20

الصفحة 20