كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

السعودية في عدة مؤتمرات دولية، ثم نُدِبَ لإدارة وزارة الخارجية في جدة
بالتناوب مع صديقه يوسف ياسين سنة (946 ام) والعمل في جامعة الدول
العربية معاً.
وفي سنة (1 95 1 م) عين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً للسعودية في جا معة
الدول العربية، وبقي مندوباً فيها حتى سنة (957 1 م).
ومما يحسن ذكره هنا، أنَّ الزركلي عُين - إضافة إلى عمله في الجامعة
العربية - مندوباً فوق العادة لدى ملك اليونان. وكتبت إليئَ ابنته السيدة طريفة
تقول: "وما زلتُ أذكر ما حدثنا به الوالد عن فتح مكتبة ملك اليونان للوالد،
واطلاعه على ما فيها من نفائس الكتب والسماح له بتصوير ما يشاء منها".
وفي هذه المرحلة شعر بالالم! تقرار، واتجه إلى إغناء كتابه (الأعلام)
فصدرت طبعته الثانية في عشرة مجلدات، وأنشأ في دارته بشارع الإخشيد
بالروضة من القاهرة خزانة كتب تعذ من أنفس خزائن الكتب الخاصة وأحفلها
بالنوادر، وقد انتقى قسماً منها فنقله إلى بيروت حيث كان يقيم في سنواته
الأخيرة. وفي هذه المرحلة تعرف إلى علماء ساعدوه في كتابه الأعلام مادة
وخطوطاً منهم: فؤاد سيد، ومحمد رشاد عبد المطلب، وأحمد خيري،
وإبراهيم شئوح القيرواني، والعلامة عبد العزيز الميمني عندما كان يأتي مصر.
ويلاحَظ أن الزركلي في هذه المرحلة ترك العمل السياسي، وأصبح يميل
إلى الترؤي والحكمة، ولا يعادي الأنطمة العربية، واعلمني استاذنا العلأمة
إبراهيم شئوح - وكان شاباً يتقد وقتها وطنية وحماسة وا لثورة التحررية التونسية
والجزائرية في أوجهما - أن الزركلي نصحه بالتعقل وعدم معاداة الأنطمة
العربية، لأنه كلما مرّ زمن زاد الأنظمة مكانة وتثبيتاً، وهذا يجعلنا نؤاخذ بما
أسلفنا.
0 1 - مرحلة المغرب (57 9 1 - 963 1 م):
عُيِّن الزركليّ سفيراً للسعودية بالمغرب، وسبَقَته شهرته إليها، وقويت
23

الصفحة 23