كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

إلى التقاعد حتى أستريح أ، فأجابه الملك فيصل: "سأعتصرك لاَخر قطرة فيك"
فطلب منه الزركلي الاعتكاف لإنجاز كتاب (شبه الجزيرة في عهد الملك
عبد العزيز) فمُنح إجازة غير محددة، واختار الإقامة في بيروت، وأُعطي شفة
مطفة على البحر، وسيارة وسائق، و! ابعة وخادمة لأن أولاد 5 في القاهرة 0
وفي هذه المرحلة أنجز كتابه (شبه الجزيرة) ومختصره (الوجيز في سيرة
الملك عبد العزيز) و (الأعلام) الطبعة الثالثة في (2 1) مجلدا، أ تبعها بالمستدرك
الثاني في مجلد واحد، وهي اَخر طبعة له في حياة مؤلفه.
وفي بيروت تعزَف إلى علماء أفادو 5 في كتبه مثل: حمد الجاسر الذي قرأ
عليه كتابه (شبه ا لجزيرة)، وظا فر القا سمي، وزهير الشا ويش ا لذي أ فا د ه في كتاب
الأعلام تراجم وخطوطأ.
وكان خلال إقامته ببيروت يق! ِم برحلات بين حين وآخر إلى السعودية
ودمشق والقاهرة وتركية هايطالية وممويسرة، وكان يتردد في ربيع كل عام إلى
(بيرن) قاعدة البلاد السويسرية لمراجعة الطبيب (شتوكي) لأن عدد ضربات قلبه
أصبحت منخفضة (32 دقة في الدقيقة) 0
وسهر ليلة مرضه أوائل عام (976 ام) يجمع أوراق ديوانه ويُرتب
قصائده، إ لى أن أُرهق، فراح في إغماءة، نُقل على أثرها إ لى مستشفى الجامعة
الأميركية ببيروت، وعُولج بتقوية حركة القلب باَلة كهربائية (بطارية)، وأخذ
يسترذ بعد ذلك عافيته شيئاً فشيئأ، وقدم دمشق في شهر آب (976 ام) فمكث
فيها اياماً بضيافة ابن عمه الشاعر سليم الزركلي.
2 1 - اشتداد مرضه ووفاته:
في أواخر إَب (1976 م) سافر إلى القاهرة حيث يقيم ابنه الدكتور غيث
واخواته، وأدخل مستشفى المعادي، ثم نقل بعد ذلك إلى مستشفى الشُّوربجي
بالدُقي حيث توفي يوم الخميس الثالث من ذي الحجة (396 اهـ/ 25 تشرين
الاَخر 976 ام) وصُفي عليه يوم الجمعة في مسجد عمر مكرم، وهناك كانت
ا لتعزية، ودفن بالقاهرة.
25

الصفحة 25