كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية الآن) إلى أعضائه سنة (1930 م)، وكذلك
(مجمع اللغة العربية) بالقاهرة سنة (946 ام)، والمجمع العلمي العراقي سنة
(0 96 1 م). وكان يُحتفَى به في كلّ بلد عربي ينزله.
6 1 - رحلاته:
قام الزركلي برحلات إلى إنكلترة والولايات المتحدة الأميركية واليونان
هايطالية وتركية وسويسرة وتونس، فتي! ر له في أغلب هذه الرحلات الطواف
على أهم خزائن الكتب فيها. ولا شك أن بعض رحلاته هذه وتطوافه سفيراً
ومفوضاً للسعودية، أتاحت له زاداً وافراً من المخطوطات والمطبوعات النادرة،
جمعها في خزانة كتبه. وظهرت فوائدها في (الأعلام) وقد تجشم الزركلي
المشقة في ذلك، وأسوق مثالاً واحداً! لدلالة على ذلك:
قال! الزركلي للدكتور بكري شيخ أمين: " وحين أزور تركية وأكون في
استانبول! أزور (السُّلَيمانية) وأ قصد مكتبتها النفيسة العا مرة بالمخطوطات، وفي
غالب الأحيان أنتقل من السليمانية إلى الجبال!، وإلى مناطق لا تزال! مجهولة إلى
يومنا هذا، وفيها مخطوطات عربية نادرة، لا أظن أن لها نظيراً في العالم، وكثير
منها بخط مؤلفيها أنفسهم، وموضوعاتها في التاريخ والأدب والفلسفة والدين.
حدث مرة أن كنت في استانبول! أفتشّ عن كتاب خاص، فلم أعثر عليه،
وفجأة رأيت صديقاً، وسألته عن الكتاب، فقال!: إنه موجود في بلدة (مغنيسة)
فركبت السيارة إلى مغنيسة، وقضيت إحدى عشرة ساعة في الطريق إليها، ولما
زرت مكتبتها رأيتها من أغنى المكتبات، لكنها دون فهارس حديثة، وإنما لها
جُذاذات موضوعة في تصرف الباحثين، وهي تملأ اثني عشر درجاً، ورحت
استعرض الدرج الأول! خلال! صيف كامل، وعدت في الصيف التالي لأستعرض
مخطوطات الدرج الثاني، وظللت أعاود الزيارة سنة بعد سنة إلى ان اطلعت
عليها جميعاً! (1).
(1) علم الأعلام، ص 156 - 157.
27