كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

من حيث الوزن والوضع، فجاء شعره اَيةَ في الإجا دة، وغا ية في الإبداع وا لبراعة.
ويتحئر المرء حين يقرا الزركلي شاعراَ، وحين يقرأ 5 ناثراَ، فقد كان نتاجه
هذا الدينار المجلؤ المصقول الواضح، كتب على أحد وجهيه شعراَ، وكتب
على وجهه الاَخر نثراَ، فجاء هذه الفطعة الواحدة التي لا يملك القارى أن يفصل
بين وجهيها، كلاهما يتعاون على صياغتها، وكلاهما يهبانها قيمتها.
وللزركلي بيان آسِو خَلأب، يتمثل ذلك في كتبه، سواء أوافقته على
أحكامه فيها أم لا، وحسب الزركلي في أعلامه -كما يقول الدكتور سكري
فيصل رحمه الله (1) - إن اسطراَ معدودات يكتبها ع!! صاحبه الذي يترجم له،
تأتي مُلفَة بحياته، محيطة بها، جامعة لأحداثها، مضيئة لجوانبها، من خلال
فكر نئر ناضر، وأسلوب قوي سمحِ، وعرض منطقي متماسك، وعبارة هي إلى
روح الشعر أقرب.
حمل الزركلي هموم أُمته منذ شحث عن الطوق، فنافح بقلمه وفكره
ومشاعره في سبيل حريتها واستقلالها وتغنّى بأمجادها، فملأ عيون الناس،
وقلوبهم وعقولهم (2).
وما عرفت سورية شاعراَ بَرّاَ بوطنه، متعلقاَ به على توالي المحن مئل خير
الدين الزركلي، الشاعر الذي حمل قيثارة العزاء في ليالي الوطن السود، وغئاه
أبقى الغناء وأنقاه، فما ناب سورية خَطْب ولا ألمَتْ بالسوريين مُلمّة، إلا مسح
باطراف فلبه مواجعُ المنكوبين، ومدامع المعذبين، فهو شاعر الوطن في جهاده
وماَسيه، وشعرُه البلسم الشافي لاَلام الصابرين وجراحات المجاهدين (3).
والزركلي لم يقتصر في عمله وفي شعر 5 على الجهاد في سبيل حرية بلاده
سورية وحدها، لىنما امتدت اَفاق جهاده بعد خروجه منها. وتنقُله في بلاد
(1)
(2)
(3)
علم الأعلام، ص ه 8.
سليم الزركلي في علم الأعلام، ص 179.
أنور العطار في المصدر السابق، ص 59 2.
30

الصفحة 30