كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

العرب بين أمرائها وملوكها، ففي أي بلد استوثق من روح الوطنية في رجالها
مال إ ليه.
والزركلي الدفعة الشعرية التي غذت نهضة العرب بالقوافي في الربع
الأول من الفرن العشرين، وكان شعره شعر قضية، وكان يرجو أن يكون نفخَ
(الصور) في اليقظة العربية، أن يكون ثورة، فلما طؤقه اليأس حتى الصمت
القاتل صرخ (1):
فإنْ أَصْمُتْ فما للعَيئ صَمْتِي وبعضُ القولِ يُحْبَسُ كالغمامِ
فودعتُ المُحَئبَ مِنْ بياني واَثرتُ السكوتَ على الكلامِ
قصائد 5 الوطنية في دمشق أزعجت الانتداب الفرنسي، وأ قفمت مضجعه،
لأنها كانت تلهب الجماهير، وتدفعهم إلى الثورة والتحرر، فأصدرت حكمها
عليه - غيابياَ - بالإعدام، وفز الزركلي إلى فلسطين ومصر فالحجاز، وأمضى
سنتين في عضَان، أوقفت بعدها السلطا! الفرنسية تنفيذ حكم الإعدام بحقه،
فاصطحب اسرته إلى عضَان مؤثراَ حياة الاغتراب عن بلده الذي أحبه، على
البقاء في جحيم الاحتلال.
ولما نشبت الثورة في سورية على الاحتلال الفرنسي عام (5 92 1 م) حكم
عليه الفرنسيون مرة اخرى بالإعد ام لنشا طه في تغذية ا لثورة ومؤازرة ا لمجاهد ين.
فلم يرهبه الحكم عليه بالإعدام، ولم تفزعه مصادرة أملاكه، وما أكبر الزركلي
وهو يتحدث في هذين ا لبيتين عن ا لفرنسيين الذين نذروا د مه، وشاؤو ا له ا لموت.
نَذَرُوْا دَمِي حَنَقاَ عليئَ وفاتَهُمْ أنَ الشقيئَ بمَا لقيتُ سَعِيْدُ
اللهُ شاءَ لي الحياةَ وحَاولوا ما لَمْ يَشَا وَلِحُكْمِهِ الئأيِيْدُ
ومن قصيدته (الفاجعة) التي قالها على أثر وقعة ميسلون ديوانه ص 6 1 1:
(1)
الدكتور شاكر مصطفى في المصدر السابق، ص 130، ولم أجد البيتين في
ا لديوان.
31

الصفحة 31