كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
ومما يحسن ذكره هنا رايه بالشعر المُطَلْسَم الموسوم ب (الحداثة) وهو انه
مَحْضُ سخافة (1).
9 1 - الزركلي مؤرخاَ:
استوعبت الحديث عن ذلك في تعريفي بكتبه، خاصة (الأعلام) في ا لفصل
الثاني من هذا الكتاب، ومنهجه يختلف بين كتاب وآخر، فالراي الشخصي هو
الغالب على كتبه (عامان في عمان) و (ما رايت وما سمعت) و (شبه الجزيرة)
لذلك قال الدكتور محمد رجب البيومي: " وخير الدين لم يُخفِ ما عانا 5 أثناء
هذ 5 الأزمات الحوالك، فسطر كتابين ذائعين عن جهاده في الحجاز وفي عمان
هما (ما رايت وما سمعت) و (عامان في عمان) وهذه الصفحات السياسية
مذكرات خاصة تمثل وجهة نظر صاحسها فقط، دون أن تكون وحدها التاريخ
الحقيقي للأحداث، إذ إن الذي يكتب التاريخ يجب ان يكون بمنأَى عن
ملابساته الشخصية، فقد يضطر إلى تبرير امرِ بغير وجهته المنطقية، ومذكرات
خير ا لدين -كمذكرات ا لسياسيين - تمثل وجهة ذا تية، وتصلح ان تكون شهادة لدى
المؤرخ المحايد، يفابلها بشهادات أخرى في الموضوع ذاته، ليخرج من كل ما
طالعه بنتائج صحيحة تدعمها الأسانيد، وقد بَعُد الأمد بهذه الحقبة، وظهر
فيها من المؤلفات ما يجعل حقائقه! من الوضوج، بحيث لا يحتاج إلى بحث
جديد" (2).
0 2 - وَلَعُه بالبحث والمطالعة:
لعل أبلغَ وصفِ في ذلك ما قاله الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مجلة
العرب، س 1 1 ص 631: "ولقد كنت ازوره اثناء إقامته في لبنان، فأعجب من
جَلَده وصبره، وقوة تحفله لمواصلة البحث والتنقيب، وكثرة المطالعة، وكنت
(1)
(2)
المجلة العربية شعبان 397 ا هـ، ص 6 4 0
النهضة الإسلامية في سير اعلامها المعاصرين: 3/ 139.
33