كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
من الكتاب الواحد. وكثرة الأغلاط في المطبوع والمخطوط، وتداخل أخبار
القوم بعضها ببعض، وفقدان العدد الأوفر من مصثفات الأقدمين، ومَنعْ بعض
الفرق كتبها ان يطلعَ عليها غير أبنائها - ذلك - وما هو باليسير -كافِ لأن يجعل
تأليف كتاب في (الأعلام) عملاَ شاقاَ، تكتنفه المصاعب، وتعترضه المزالق.
أما وقد مضيت في ما شرعت فيه، فما عليّ لتكون الخدمة خالصة للعلم
إ لا ان ألتمس ممن حذقوا التاريخ، ومازوا لُبابه من قشور 5، وكان لهم من الغَيْرة
عليه ما يحفزهم إ لى الأخذ بيده، ان يتناولوا ا لكتاب منعمين مفضّلين بنقد خطأه،
وعَدل عِوَجه، وبيان ما يبدو لهم من مواطن ضعفه، وقديماَ قال إبراهيم
الصولي: المتصفح للكتاب أبصرُ بمواقع الخلل فيه من منشئه " (1).
وقد طبى الزركلي هذا عملياَ على كتابه (الأعلام) (2)، وكتب في مقدمة
الطبعة الثانية منه: "وكنت على نية ان اجعل مكان الشكر اخر الكظ ب، ثم رايت
ان أتحخل فأنوّ 5 بمؤازرة أعلام من فضلاء المعاصرين، كان أ سبقهم زمناَ ا لأستاذ
محمد كردعلي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، رجعت إليه أيام اشتغالي
بجمع مادة الكتاب ناشئاَ، فأخذ بيدي يرشدني إلى صحاح المصادر، وفتح لي
خزانة كتبه، اَخذ عنها ومنها ما انا في حاجة إ ليه، كما فعل من بعدُ بمصر الصد يقان
الجليلان رحمهما الله هاياه: احمد تيمور (باشا) وأحمد زكي (باشا) وكان
اولهما من أسرع مَن بادر بُعيد صدور الطبعة الأولى إلى كتابة ما عنّ له إصلاحه
في الثانية.
وتلفيت من المستشرق المحقق (كرنكو) المتقدم ذكره ثلاث صفحات
في نقد تلك الطبعة، امشفدت من أكثرها.
واهدى إلي الصديق الوفي السيد احمد عبيد (أحد أصحاب المكتبة
العربية في دمشق) وهو من أعلم الناس اليوم بمخطوط الكتب ومطبوعها،
(1)
(2)
ا لأعلام: 1/ 1 2 - 2 2.
انظر تعريفي به في الفصل الثاني من هذا الكتاب ص (1 4).
35