كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
وأئفت موسوعات أو جمهرة قليلة أو نإ درة نَهَدَتْ لمهمّة جريئة هي ا لتصدي
لتقديم جُماعِ من كل ما ذكرتُ من اختصاصات، وفي طليعتها (الأعلام) الذي
جمع فيه مؤلفه نحو خمسة عشر ألف ترجمة، لأشهر الرجال والنساء من العرب
ومن المستعربين (الذين دخلوا بين العرب وانتموا إليهم، وإن لم يكونوا من
أصل عربي صميم) والمستشرقين (وهم المتخصصون في الدراسات الشرقية:
العربية والفارسية والتركية والهندية من الأوروبيين)، وقد ترجم لهم الزركلي لما
قذَمه بعضُهم من خدمة للعربية، وخلّفوا اَثإراَ فيها: تأليفاَ بها!: دي ساسي
(انطون سلفستر) وفلوجل (جستاف ليبريخت) أو نشراَ لبعض مخطوطاتها!:
دي خويّه (ميخيل يوهنّا) وفستنفلد (هنري فردينند).
وتوسّع قليلاً فأضاف إلى هؤلاء طاثفة ممن كتبوا في لغاتهم عن العرب
وقد درسوا العربية، وإن لم يظهر لهم أثر فيها، كآرْنُلد (توماس) وجورج سيل،
وكايتاني.
بدا الزركلي العمل في (الأعلام) عام 2 91 1 م حتى وفا ته، ولم ينفض يده
منه طيلة ستين عاماً.
سبب تأليف الكتاب:
بيّن الزركلي ما حداه إلى تأليف الأعلام في مقدمة الطبعة الأولى، أنقله
لوجازته وبلاغته، يقول: ". . في الخزإنة العربية فراغ، وفي أنفُس قرّائها
حاجة، وللعصر اقتضاء. يعوز الخزانة العربية كتاب يضم شتات ما فيها من
كتب التراجم، مخطوطها ومطبوعها، قديمها وحديثها.
ويتطلّب قرّاؤها كتابإً يعرّفهم بمن اجتازوا مرحلة الحياة، وخلّفوا أثراً
يذكرهم، أو خبراً يروى عنهم، من أصول الأمة العربية وفروعها.
ويقتضي العصر الذي نعيش فيه أن يكون لنا كتب يجتزىْ بها المعجل منها
43