كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
قالت الخوارج بكفر مرتكب الكبائر، وقالت الجماعة بأن مرتكب الكبائر مؤمن
غير كافر لاان كان فاسفاً، خرج واصل عن الفرقتين، وقال: إن الفاسق ليس
بمؤمن ولا كافر، واعتزل مجلس الحسن، وتبعته جماعة، فعُرفوا بالمعتزلة.
ومازا ل مذهبهم ينمو إ لى أيام الرشيد، فوضعه موضع ا لبحث بين ا لعلماء0
ولما ولي المأمون ناصر المعتزلة وعاقب مخالفيهم، وتابعه المعتصم ثم
الواثق، ولما كانت أيام المتوكل كتب إلى الاَفاق بمخالفة القائلين بالاعتزال 0
وضعف شأن المعتزلة حتى ذهبت بمذهبهم الأيام. واشتهر منهم فضلاء وأعيان؟
كا لجا حظ وا لزمخشري، والما وردي، والصا حب بن عبا د، وا لفراء، وا لسيرافي،
وا بن جني، وأ بي علي ا لفا رسي، وا بن أ بي ا لحد يد. . . وا خرين كثيرين ".
وعلّق على إ حا لة ا لبكري 2/ 1 7: " ليست هذ 5 النسب، قاصرة على سلالة أ بي
بكر الصديق رضي اللّه عنه كما يتوهم بعض الناس، وإنما هي كما في أنساب
السمعاني ولباب ابن الأثير وغيرهما، نسبة إ لى أبي بكرالصديق أو (بكر بن وائل)
أو (بكر بن عبد مناة) أو (بكر بن عوف) النخعي، أو (أبي بكر بن كلاب) واسمه
عبيد، ولكل من هؤلاء نسل اشتهر بعض رجا له با لبكري ".
وقال في ها مش ترجمة زين ا لدين الامدي ا لمتوفى عا م (4 1 7 هـ) 4/ 57 2:
"وفي المجلد السادس من مجلة المفتبس بحث لأحمد زكي (باشا) قال فيه: إ ن
زين الدين الامدي سبق (برايل) إ لى اختراع طريقته في الكتابة بنحو ستمئة سنة،
لأن برايل الفرنسي اخترع طريقته في نحو سنة 1850 م" وقد قال الزركلي في
ترجمة الامدي: ". . . عمي في صغر 5، وكان آية في قوة الفراسة وحدة الذهن
وتعبير الرؤيا، عارفاً بلغات كثيرة. . احترف التجارة بالكتب وجمع كثيراَ منها.
وكا ن كلما اشترى كتاباً أ خذ ورقة وفتلها فصنعها حرفاَ أ وأكثر، من حروف ا لهجاء
لعدد ثمن الكتاب بحساب الجُضل، ثم يلصقها على طرف جلد الكتاب، ويجعل
فوقها ورقة تثبتها، ف! ذا غاب عنه ثمنه مسن الحروف الورقية فعرفه ".
تثبته وتمحيصه عند النقل:
والزركلي في تراجمه لا ينقل من المصادر دون تثبُّتِ وتمحيص، بل
يتثبّت ويمحّص، ويناقق ويرجّح ويصخح ما فيها، فمن المناقشة والترجيح
81