كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام

وهو يشدُك ويأسرك إلى قراءة تراجمه، وكثيراً ما كنت أبحث عن ترجمة
صفحة من صفحات الأعلام، فأجدني أقرأ صفحتين قبلها أو بعدها دون أ ن
أشعر.
طبيعة تراجم الأعلام وألس! انتقائها:
1 - العَلَمية: ترجم الزركلي لمشاهير الأعلام في كل! ر على اختلاف
اهتماماتهم ومِلَلِهم.
أما أسس الانتقاء أو الاختيار، فقد صزَح بها الزركلي في مقدمة (الأعلام)
فقال ص 0 2: " وجعلت ميزان الاختيار أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به
تصانيفه، آو خلافة أو مُلك أو امارة، أو منصب رفيع - كوزارة أو قضاء - كان
له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب، أو فنٌّ تمبَّز به، أو أثر في العمران يُذكَر له، آ و
شعر، آو مكان يثردد به اسمه، آو رواية كثيرة، أو أن يكون أصل نسب، أ و
مضرب مثل. وضابط ذلك كله: أن يكون ممن يتردد ذكرهم وبسال عنهم.
أما من أغدق عليه بعض مؤرخينا نُعوت التمجيد وصفات الثناء إغداقاً،
كما صنع أصحاب (الريحانة) و (اليتيمة) و (السلافة) و (سلك الدرر) وعشرات
أشباههم، من إطرائهم قائل بيتين واهيين من المنظوم بما لا يُطرى به صاحب
ديوان من الشعر، ورصهم صفات الإمامة والعلم والهداية والتشريع لراوي
حديث أو حديثين، أو لمتفقه لم تسفر حياته عن أكثر من حلقة وعظ تغمن
المعابد بأمثالها كل يوم - فقد تعمدت إهمال ذكرهم اجتناباً للإطالة على غير
جدوى، ورغبة في الوقوت عند ا لحد ا لذي رسمته لنفسي في وضع هذا ا لكتاب ".
2 - الشمول النوعي: لم يقتصر الزركلي في (الأعلام) على نوع معين من
الأعلام - كما ذكرت في بداية التعريف - بل تنوعت تراجمه، فشملت كثيراً من
قئات الناس من الخلفاء والملوك والأمراء والولاة ورؤساء الوزراء والوزراء
والقضاة، والفزاء والمف! رين والمحدثين، والفقهاء والأدباء واللغويين والنحاة
والشعراء، والممثلين والمطربين والملحنين، وأرباب الملل والنحَل
91

الصفحة 91