كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
"وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبقُر في الأمور والتفهم لها على
جانب عظيم ".
وكثيرة أيضاًالتراجم التي ذمَّ أصحابها، كقوله في ترجمة حسني الزعيم
2/ 229: " وكانت في الزعيم شدَّة وحدَّة، يخالطهما استهتار وعبث، وينقصه
كثير من عفَة اللسان إذا مزح أو سخط ".
وقد يجمع المدح والذم في آفي واحد، كقوله في ترجمة الناصر بن
قايتْباي: 7/ 9 نقلأ عن ابن إياس: " كان يوصف بالكرم الزائد والشجاعة، لكنه
كان جاهلأ عسوفأ سفاكاً للدماء، سيء التدبير، كثير العشرة للأوباش ".
وهذا كله من باب تقويم المترجم.
عنايته ب (الأعلام):
كان الزركلي رحمه الله، يعدّ كتابه الأعلام أغلى من أولاد 5، وكان
(الأعلام) دابه وشغله الشاغل، وعمله فيه مستمر ما امتدت به الحياة، وقد عمل
فيه أكثر من ستين سنة، وودَّ لو استطاع ان يعمل فيه وهو في المستشفى رهن
مبضع الجراح، وقال: " لو احرق (الأعلام) ألقيت بنفسي في البحر اسفاً" (1).
وبلغ من حرصه على استمرار (الأعلام) ان رصد مبلغ خمسين ألف ليرة
لبنانية (نحو 5 2 الف دولار في ذلك ا لزمان) في البنك ا لعربي ببيروت باسم (مجمع
اللغة العربية بدمشق) لينفق بعد وفاته على إنجاز هذا المشروع واستكماله (2)،
وإصدار 5 للناس لعلهم ينتفعون به، ويدعون اللّه لصاحبه خير الدين الزركلي.
(1)
(2)
علم ا لأعلام، صا 4.
لقد أنعم الله علي وزاد فطبعت المجلد الأول في كتابي (ذيل الأعلام) عام
418 اهـ-998 ام وفيه تصحيحات وتنبيهات على هذا الكتاب الجليل
(الأعلام) وهو جهد استنفد مني جهد عشر سنوات، ثم طبعت المجلد الثاني
منه عام 2 2 4 1 هـ- 2 0 0 2 م وفيه تصحيحات جديدة.
96