كتاب خير الدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام
لاعتبارات كثيرة، يرجع بعضها إ لى الزركلي، وبعضها إ لى المُترجم.
ومن الإطالة في الترجمة ما تراه في تراجم الخلفاء والملوك والأمراء
ورجال السياسة، فترجمة أحدهم تعني التاريخ للبلاد التي حكمها، وسيرته في
الحكم، وما رافق ذلك من أحداث واضطرابات وحروب وفتن وإصلاحات،
وقتل وعفو. . على عكس ما تراه في جانب العلماء والادباء والشعراء، فهؤلاء
- في الأغلب - يقتصر في تراجمهم على ذكر الولادة والتعلّم، والمناصب التي
تولاها في التعليم، ويذكر مؤلفاته.
والزركلي من ناحية أخرى قد يطيل في الترجمة مراعاة لجانب المترجم
له إذا كان حياَ معاصراَ للزركلي وتوفي قبله. وبالإجمال: لم يتّبع الزركلي نسقاَ
واحداَ في التعريف بالمترجم، فقد يوجز، وقد يتوسّط، وقد يُسْهِب.
موا رد ا لكتاب:
أورد الزركلي مصادره ومراجعه في اَخر كتابه (الأعلام) وهي موارد
كتابه، وهنا ك موردا ن لم يذكرهما:
الأول: المشاهدة والملاحظة، ونرى ذلك واضحاَ في أعلامه، خصوصاَ
في أقرانه أو الذين عمل معهم أو لهم، مما يشير إ لى اتصاله بهم، والاطلاع على
شؤونهم، ومعرفة أحوالهم وتَتبُّع سيرهم، من ذلك ما تراه في ترجمة الملك
عبد العزيز آل سعود، والملك عبد الله بن الحسين: 4/ 82؟ ويوسف ياسين:
8/ 53 2؟ ومحمد البزم: 7/ 91؟ وسعيد الصباغ: 3/ 0 0 1، ومن مصادر هذه
التراجم أيضاَ (مذكرات المؤلف) التي لم نعرف شيئاَ عن مصيرها (1).
والاَخر: المشافهة والمساءلة والمراسلة (والمراسلة نصف المشاهدة)،
وهي تشمل الروايات والمعلومات والأخبار التي سمعها، أو قام هو بالسؤال
(1) انظر على سبيل المثال: 1/ 184، 192، 198، 286، 1 0 3، 5 31.
98