كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

المبحث الأول
النشأة والتطور
ا - نشأ الدكتور محمد يوسف موسى في بيئة صالحة، ودرج في بيت
يحب العلم، ويقدر العلماء، فأبوه درس في الأزهر فترة من الزمن، ثم عاد إلى
القرية ليشرف على شؤون الزراعة، كما كان يفعل الكثير في ذلك العصر،
يطلبون العلم لا يرجون من ورائه جاهاَ ولا مالاَ. وأمه كانت بالنسبة لأترابها
مثالاَ نادراَ، فهي تقية صالحة، ومتعلمة حافظة للقرآن الكريم، ولعلها كانت
اول أنثى تعلمت القراءة والكتابة في مصر، ولا غرو فهي من بيتِ كفُه علماء،
فأبوها الشيخ حسين والي الكبير، وأخوها الشيخ حسين والي أحد أعلام
الأزهر، والذي كان سكرتيراَ عاماً لمجلس الأزهر الأعلى، وعضواَ في أول
مجلس للشيوخ، وعضواَ في مجمع اللغة العربية، والدكتور حامد والي الذي
درس في الأزهر ودار العلوم، ثم سافر إلى برلين مدرساَ للغة العربية بمدرسة
اللغات الشرقية، ثم درس الطب هناك، وعاد كبيراَ للأطباء بوزارة المعارف،
وكذلك الدكتور أحمد والي الذي سلك مسلك أخيه الدكتور حامد في الدراسة،
فعاد من برلين طبيباَ أيضاَ، والأستاذ إبراهيم والي الذي درس في الازهر ودار
العلوم، ثم سافر إلى إنكلترة للدراسة، وعاد مدرساَ بدار العلوم، ومفتشاَ بوزارة
ا لمعارف (1).
2 - ولد الدكتور موسى في يونية - حزيران (1899 م) وتوفي والده في
السنة الأولى من حياته، وكان احد إخوة ثلاثة ترملت أمهم في فتاء السن،
ونزعت في تربية هؤلاء الأولاد منزع إخوتها اَل والي، فحرصت على تعليمهم،
(1) انظر تقويم دار العلوم، ص 368.
12

الصفحة 12