كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

محمد يوسف فقبل أن يكون طالباَ منتسباَ، على أن يمتحن في مواد الفرق
الثلاث التي كان يتكون منها نظام الخصص جميعها في آخر العا م، وقبل الطالب
هذا الشرط، وأقبل على دروسه في داب ونشاط ومثابرة، وامتحن في اَخر العام
مع الفرقة الأولى، ثم مع الفرقة الثانية، ثم مع الفرقة الثالثة، ونجح وكان ترتيبه
الأول في الامتحانات كلها.
وكان المنتظران يشفع هذا السبق للطالب المجد، فيعين فوراَ في وظيفة
تتناسب مع مؤهله ونبوغه واستعداده، وتقدير أسا تذته له، وعلى رأسهم الشيخ
عبد المجيد سليم، ولكن الشيخ الظوإهري (1) شيخ الأزهر رفض تعيينه؟ بحجة
أنه كان طالباَ منتسباَ لا منتظماَ، وهذه حجة لا اساس لها من المنطق، ويبدوا ن
عدم تعيينه يرجع إلى أسباب اخرى، وأهمها أن العلاقة بين الشيخ الظواهري
والشيخ حشن والي خال الشيخ محمد يوسف لم تكن على وفاق دائماَ.
5 - ولما يئس من تعيينه في الأزهر اتجه إلى تعلم اللغة الفرنسية، لتكون
وسيلة لدراسة الحقوق والاشتغال بالمحاماة فيما بعد، وأكمث على دراسة هذ5
اللغة، وتفرغ لها حتى إنه انفصل في السكنى عن اخيه المتزوج، وأقام مع أحد
إخوانه الأزهريين الذين سبقو 5 إلى دراسة الفرنسية، وعاشوا في باريس عدة
شوات، وعادوا متزوجين بفرنسيات، فعل ذلك ليتقن الفرنسية، وينطلق بها
لسانه0
وفي سنة (932 ام) اشتغل بالمحاماة الشرعية متمرناَ في مكتب محمد
بك عز العرب، وفي وقت قصير كان المحامي القمرن هو القائم بأعمال
المكتب كلها، لاشتغال عز العرب بالسياسة، وقد سما مركز 5 في المحاماة،
(1)
هو محمد الأحمدي الظواهري، تعلم في الأزهر، واخذ عن الشيئ محمد
عبده، عين شيخاَ للأزهر سنهْ (1929 م) وإشقال سنة (1935 م)، وفي عهده
تحول الأزهر إلى جامعة على نظام حديث، توفي سنة (1363 هـ- 944 ام)
وانظر في تراجم هؤلاء الأعلام كتإب ا لأعلام للزركلي.
14

الصفحة 14