كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

ونال الشهرة عند المتقاضين، والثقة لدى القضاة، وثبتت قدمه أمام أساطين
المحامين أمثال خيرب بك راضي، وعبد الرازف بك القاضي ممن كانت
أسماؤهم تلمع في سماء المحاماة.
ولما توفي عز العرب تحولت قضاياه كلها إلى مكتب المحامي الشاب
اللامع الشيخ محمد يوسف، وقد اقبلت عليه الدنيا بعد عمله هذا، وجاءه الخير
الكثير.
6 - وفي سنة (936 ام) انتهت مشيخة الأزهر إلى الشيخ المراغي مرة
ثانية، فطلب الشيخ محمد يوسف مدرساً بالمعاهد، هاعفائه من الكشف
الطبي، وقد قبل العمل بالأزهر تاركاًالمحاماة مع ما كانت تدره عليه من مال
وفير وشهرة ذائعة، استجابة لميله الفطري إلى الدراسة والعلم، هايمانه بمكانة
الأزهر الدينية والعلمية، بالإضافة إلى أن اسرته كلها واخواله كانوا ازهريين،
يعملون في الازهر ووزارة المعارف، وعندما استشار أخويه - وهما أكبر منه سناً
ودرسا في الأزهر ودار العلوم - ففملا أن يعود إلى الأزهر على الاستمرار في
المحاماة، بعد أن أقبلت عليه الدنيا.
عين الشيخ محمد في معهد طنطا بقيةَ عام 1936، وفي عام 1937 م رُقِّي
مدرساً بكلية أصول الدين للفلسفة والأخلاق، وفي هذه الكلية درس الفلسفة
والاخلاق بمنهج جديد لم يكن مألوفاً في الأزهر، وأخذ يكتب في المجلات
العلمية وبخاصة مجلة الأزهر عن الفلسفة الشرقية والإسلامية، كما بدأ يترجم
عن الفرنسية بعض الدراسات الخاصة بتاريخ الفلسفة في الشرق والغرب،
مؤكداً أن دراسة الفلسفة يجب ان تكون عوناً لنا على حل ما يعترضنا من
مشكلات ومعضلات، وان نتخلص من الروايسب التي جعلتنا نعد الفلسفة أمراً
ثقيلاً، وان نرى فيها تفكيراً يجافي الدين.
7 - وفي صيف سنة (938 1 م) سافر إلى فرنسة للاتصال بأساتذة الفلسفة
في جامعة باريس استعداداً للحصول على درجة الدكتورإه في الفلسفة، وتعرف
15

الصفحة 15