كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

هناك إلى المسيو ماسينيون (1)، واتفق معه على خطة الدراسة والبحث.
وفي عام (939 1 م) عاد إلى فرنسة، بيد أنه لم يمكث بها إلا بضعة أيام،
فقد ظهرت في الأفق نذر الحرب العالمية الثانية، ومن ثم رجع إلى مصر، وعرج
في طريق عودته على لبنان، وما كاد يصل إلى القاهرة حتى اعلنت الحرب.
وإذا كان إعلان الحرب قد حال بينه وبين المضي في دراسته الفلسفية التي
كان قد بداها قبل بباريس، فإنه لم يتوقف عن مواصلة البحث والدراسة،
واستانف اتصاله العلمي بالشيخ مصطفى عبد الرازق (2)، وكان أستهاذ الفلسفة
بكلية الاداب بجامعة فؤاد الأول في ذلك الحين، وقد حدد له هذا الشيخ الأيام
التي يجتمع به فيها لمراجعة بعض بحوثه ودراساته، تمهيداً للبدء في كتابة
الرسالة متى اَن الأوان ورجع إلى فرنسة بعد الحرب (3).
(1) مستشرق فرنسي، من أعضاء المجمعين العربيين بالفاهره ودمق، مولده
ووفاته بباري!، تعلم العربية والفارسية والتركية والألمانية والإنكليزية، وعني
بالاَثار القديمة، ودرس في الجامعة المصرية القديمة، واستهواه التصوف
الإسلامي، فكتب عن مصطلحات الصوفية، واهتم بالشخصيات القلفة في
الفكر الإسلامي، واتجه فكره إلى توحيد الديانات الكتابية الئلاثة، وكان في
شبابه موظفاَ في وزارهّ المستعمرات، ثم مسثاراَ لها بقية حياته، ويعد من
أخطر المستشرقين الفرنسيين الذين أساؤوا إلى الإسلام في العصر الحديث،
توفي سنة (962 1 م)، ا لأعلام للزركلي.
(2) باحث في الشريعة والأدب، تتلمذ للشيخ محمد عبده، وأكمل دراسته في
باري!، تولى وزارة الأوقاف ئم مشيخة الأزهر، كما درس الفلسفة الإسلامية
بكلية الاَداب، له عدة مؤلفات في الفكر الإسلامي توفي سنة (366 اهـ-
6 4 9 1 م)، ا لأعلام للزركلي.
(3) انظر مجلة (الكتاب) وهي مجلة كانت تصدرها دار المعارف بالقاهرة في
الخمسينيات من القرن الميلادي الماضى عدد جمادى الثانية سنة (371 ا هـ)،
ص ا 36.
16

الصفحة 16