كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
8 - وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نال إجازة من الارهر بدون مرتب،
وسافر على نفقته الخاصة إلى باريس لدراسة الفلسفة التي كان قد توسع في
دراستها، وإ تجه إ لى إعداد رسالة عن ابن رشد الفيلسوف.
ولما، جاء الثيخ مصطفى عبد الرازق شيخأ للأزهر، وهو يعرف الثيخ
محمد يوسف معرفة وثيقة، ويقدر جهوده المخلصة من أجل الدراسة والص
ألحقه بالبعثة الأزهرية بفرنسة. .
وبعد ثلاث سنوات قضاها الطالب الثيخ يبحث ويدرس في دأب ومثابرة
نوقشت رسالته التي أعدها عن ابن رشد سنة (948 1 م (وشهدت قاعة (ريشيليو (
الكمبرى بجامعة السوربون مناقشة فلسفية عن رسالة علمية تتضمن بحثأ عن
الدين والفلسفة في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط، وكانت لجنة
المناقشة مكونة من خمسة أساتذة من السوربون والكوليج دي فرانس، وقد
رأس المناقشة البروفسور ليفي بروفنسال، كما شهدها الدكتور طه حسين مع
نخبة من دارسي العلم في باريس عرباً ومسلمين، واستمرت المناقشة خمس
ساعات كاملة ظفر بعدها الثيخ محمد يوسف بأرقى درجة علمية تمنحها جامعة
السوربون، وهي دكتوراه الدولة في الفلسفة بدرجة مشرف جدالم ا) وهي درجة
لم يحصل عليها أزهري بعده إلا الدكتور محمد عبد الله دراز (2)، وبذلك يكون
الدكتور محمد يوسف موسى أول أزهري ينال هذه الدرجة العلمية الممتازة في
ذلك الزمن الوجيز0
9 - وإختير الدكتور موسى، وهو طالب في فرنسة خبيراً في لجنة
(1)
(2)
انظر مجلة المنهل السعودية، عدد المحرم سنة (5 1 4 ا هـ)، ص 163.
محمد عبد الله دراز ولد سنة (892 ام) وتخرج في الارهر، وحصل على
الدكتوراه من فرنسة، وله عدة مؤلفات منها: (دستور الأخلاق في القرآن)،
و (الدين)، و (النا العظيم) وهو اجودها، وحضر في شنة (958 ام) مؤتمر
الأديان بباكستان، وتوفي فجأة في أثناء انعقإد المؤتمر.
17