كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
الميتافيزيقا بالمجمع اللغوي بالقاهرة، رشئَحه لها أستاذه ماسينيون، وظل بعد
عودته من فرنسة يثارك في اعمال هذه اللجنة التي سميت بعد ذلك بلجنة
الفلسفة حتى اَخر حياته.
وبعد مناقشة الدكتوراه انتدبه الأزهر في صيف (1948 م) لقضاء شهرين
في رحلة علمية بإسبانية وبلاد المغرب العربي، طلباَ لنفاسْ! التراث الإسلامي
في الفلسفة والعلوم الإسلامية المختلفة، وقد بدأ أول ما بدأ بمكتبة
الإسكوريال، ومكتبة مدريد العامة، واعتكف في المكنبة الاولى بضعة أيام فرغ
فيها من معرفة عيون المؤلفات الإسلامية، وبخاصة في الفلسفة والتفسير
واللغة.
وقد عثر في هذ 5 المكتبة على رسالة صغيرة من تاشفين أحد ملوك أسرة
المرابطين الذي ملك من سنة (537) إلى (539)، وهذه الرسالة على قصرها
تحذر من كتب ا لإمام الغزالي وتحرم قراءتها، وتدعو إ لى إ بادتها (1).
ومما هو جدير بالذكر ان الدكتور طه حشن عرض على الدكتور موسى
بعد مناقشة رسالته ان يعمل بالجامعة المصرية، فأجابه بأنه لا يرضى بالأزهر
بديلاَ، فقال له الدكتور طه: سوف لا يقدرك الأزهر، وجاء رد الدكتور موسى
على عميد الأدب العربي: لا أريد غير خدمة الارهر.
وصدق الدكتور طه، إذ عاد الدكتور موسى في اواخر صيف (1948 م)
من باريس يحمل أرقى الدرجات العلمة، ليعمل مدرساً في نفس الفصل الذي
كان يدرس فيه قبل ذلك، ويأخذ نفس الراتب الذي كان يأخذ 5 قبل حصوله على
الدكتوراه، ويدرس المناهج العتيفة التي لا تخدم الفكر المعاصر والتي تدور في
حلقة مفرغة ولم يؤلمه عدم تقدير الأزهر له بقدر ما اَلمه ان يجد الأزهر متخلفاً
عن الحياة مهتماً بالدراسات القديمة والفرق التي لا نسمع لها ركزاَ في حاضرنا،
وسأتناول بشيء من التفصيل موقفه من الارهر في المبحث الثالث.
(1)
انظر مجلة الكتاب، عدد يونية (9 94 ام)، ص 27.
18