كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

يكون منها أنه لم يتأت له أن ينفذ تماماَ إلى روح الإسلام ومبادئه وأصوله، وقد
يكون منها كذلك ماهو طبيعي في كل ذي دين وثقافة خاصة من التعصب الأعمى
لدينه وثقافته الخاصة. والحقيقة أن هذا المستشرق معروف بأحقاده وتعصبه
وممالأته للصهيونية، وهو في كل دراساته يحاول أن ينفث سمومه، وأن يقدم
الإسلام ونبيه وكتابه الخالد والتراث العلمي الإسلامي في صورة منفره شيء إلى
هذا الدين والمؤمنين به، ومن ثم كانت دراساته عن الاسلام والمسلمين كلها
سموم وافتراءات وأحقاد وتخرصات.
ولا مسبيل لاستقراء كل الأخطاء التي جاءت في ذلك الكتاب، ورد
المترجمين عليها، واكتفى بمثل واحد منها يعبّر عن مجافاة الموضوعية
والأمانة، فقد ورد في ص 0 12 من الترجمة عن زهد الرسول عيًن قال المؤلف:
اإن محمداَ رسول الله لمجحم تحول من الزهد إلى الطمع في العالم، ففكرة الزهد
حلت محله! فكرة فتح العالم ".
ورد المترجمون على هذه الفرية بأن الزهد الكلي في الدنيا لم يكن من
شريعة الإسلام، ولا مما عرف عن الرسول غ! يم وأصحابه في صدر الإسلام، ولا
في آخره، والإسلام دائماَ دين القوة والعمل، وهو يرغب عن التبتل والرهبانية
والانقطاع عن الحياة، ومن! لائل ذلك ما نجد 5 في سوق القصص: " وَاَبْخ
فِيمَاَ ءَاتَنفَ اَلنَهُ اَلذَارَ اَ، خِرَة وَلَا تَنسرَر نَصِيبَكَ مِفَ اَلذُنيَا " أ القصص:).
هذا هو المبدأ الذي يتجلى في الإسلام من أوله إلى آخره، ورغبة الرسول
ع! في الفتج وتوجيه أمته إلى ذلك إنما هو لثر الدين الإسلامي الذي هو دين
عام لخير العالم كله. ولكن لم يقم المترجمون بالرد على كل ما اشتمل عليه هذا
الكتاب من سموم وما أكثرها (1).
وزبدة القول: إن كل الدراسات الإسلامية العامة للدكتور موسى دعوة
روحية وعقلية للأمة للاعتصام بدينها عقيدة وشريعة، حتى ترجع إليها مكانتها
في الخيرية والشهادة على غيرها من الأمم وحياة العزة والكرامة.
(1)
النهضة الإسلامية في سير اعلامها المعاصرين: 3/ 6 0 4.
1 9 1

الصفحة 191