كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

القمة يحتاج إلى إرادة حازمة وهمة عالية، وأمل في النصر تزيده الشدائد قوة،
فاليأس كلمة لا يعرفها قاموس العمالقة والأبطال، والدكتور موسى منذ شسث عن
الطوق، وهو لا ينفق وفتاَ إلا في عمل مفيد، فالوقت هو الحياة، وكان طلب
العلم غايته، ومن اجله ترك من الأعمال ما كان يدر عليه دخلاً وفيراَ، وعاش
حياته كلها راهباً في محراب البحث والدرس.
ثالثاً: إن كل إنسان إذا لم تكن له رسالة في حياته يؤمن بها ويجاهد في
سبيلها فإن عمره يمضي وكأنه لم يعش منه يوماَ واحداً، وتتلخص رسالة الدكتور
موسى في حياته في الدعوة إلى اعتصام الأمة بدينها، وتبليغ رسالة الإسلام
للعالم كافة، والقضاء على مظاهر السلبية والاتكالية والتفريط والقناعة غير
الصحيحة حتى تنهض الأمة من كبوتها، وتكون جديرة بالمنزلة التي بوأها الله
إياها، فكل دراساته لا تخرج عن الإطار العام لهذه الرسالة، وكان يؤمن بأن
الأزهر هو الموئل للقيام بها، فكان حرصه البالغ على إصلاحه وتجديد مناهجه
دون ان يعبا بما اتهم به.
وختاماً لا ادعي ان هذه الدراسة على ما بذلت فيها بمنجاة من هفوة هنا أ و
عثرة هناك، فما يخلو علم بشري من نقص ما، غير اني بذلت ما استطعت ولا
يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الدكتور محمد الدسوقي
***
198

الصفحة 198