كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
ولم يضق الدكتور موسى بما قيل عنه واتهم به، فقد كان يتوقع ما حدث،
وقد رغب بما دعا إليه أن يزعج القوم، فهم نيام لا يوقظهم إ لا الصياح المتصل
باقتراح يجلجل صدا 5، حتى يتجه المسؤولون في الأزهر إ لى التعديل والتغيير.
1 1 - ولم تصف الحياة للدكتور محمد يوسف في الأزهر بعد مقاله في
الأهرام وغير الأهرام كالرسالة ومجلة الأزهر، وبعد أن ناوأ 5 من لا يقدَر حرية
الرأي، وعدوه خصماَ لدوداَ وما هو به (1). وصادف أن رشحه بعض أسا تذة كلية
الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الان) لشغل وظيفة أستاذ مساعد
للشريعة، وقد قبل الانتقال إلى الجامعة بعد يأسه من الارهر، إذ لم يحاول
شيوخه أن يستفيدوا من خبرته وتجاربه التي مارسها وعرفها أيام بعثته.
وكان لانتقال الدكتور موسى إلى الجامعة دوقيٌ في المحيط الثقافي، عبَر
عنه الأستاذ أحمد حسن الزيات حين كتب في مجلة الرسالة تحت عنوان (ثروة
من ثروات الأزهر تنتقل إلى جامعة فؤاد) قائلاَ:
"قرر مجلس جامعة فؤاد الأول بجلسة 30 يونيو تعيين الاشتاذ الدكتور
محمد يوسف موسى أحد علماء الأزهر وخريج جامعة باريس أستاذاَ مساعداَ
للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، وقد كان الأزهر اولى بهذه الثمرات الناضجة
التي تفتحت في جوه، وعاشت بروحه، وتعمقت في ثقافته، ثم أخذت بنصيب
موفور من العلم الحديث بلغته وفي موطنه، فاكتملت له الأداة لتجديد البالي،
هاصلاح الفاسد، وتقويم المعوج مما كثرت الشكوى منه، وطال الجدل فيه من
أنظمة الأزهر، وكتبه، ولكن الأزهر لأمر يعلمه الله لا يريد ان يغير ما بنفسه، ولا
يحب أن يعترف بالفضل لأهله، والكفاة إذا لم يجدوا الإنصاف في بيئتهم ومن
عشيرتهم تحولوا إلى النظام المنصف، والعلماء إذا لم يجدوا الحقل! اَ
للغراس تركوه إ لى المكان الطيب (2).
(1)
(2)
انظر مجلة المنهل، ص 164.
مجلة الرسالة، العدد (1 94)، ص 2 82 باب البريد الأدبي.
20