كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

ودعته الكلية للعمل بها بعد بلوغه سن التقاعد في مصر، فقبل العمل،
ولكن لم يتم التنفيذ لظروف طرأت.
13 - ولمكانة الدكتور العلمية دعاه السيد عبد الرحمن المهدي زعيم
السودان في ذلك الحين - في فترات إنتدابه بجامعة الخرطوم - إلى زيارته في
قصره، وقد قزَبه إليه، وذلك لا يتاح إ لا لعدد قليل، كما أنه استضافه في مزارعه
ا لواسعة في (جزيرة اَبا) با لنيل أ سبوعاَ كا ملاَ، ولم يكن ا لسيد ا لمهدي يدخن، ولم
يكن في مجلسه أحد يدخن أيضاَ، ولكن الدكتور موسى يجري على ما تعود،
فكان يدخن في مجلس! الزعيم السوداني، ولم ينكر هذا عليه، أو يضق به.
ومن لطائف ما جرى وهو في (جزيرة آبا) ان فرغ الدخان الذي كان يحمله
الدكتور معه، فقدم له احد أ تباع المهدي السجائر وقال: إن السيد أمر بشراء عدد
من الصناديق إكراماَ لك بصفة خاصة.
ومما يذكر حول علاقة الدكتور بالسيد المهدي أن الملحق العسكري
بالسفارة المصرية بالخرطوم حاول أن يستغل هذه العلاقة في الوقوف على
الأفكار السياسية للزعيم السوداني نحو مصر، فأوحى إلى الدكتور موسى بأن
يتعرف على هذه الأفكار بأسلوب غير مباشر، بيد أن الدكتور انَبه وعاتبه وقال
له: إن العلماء ليسوا جواسيس، أو رجال مخابرات، ولي! من خُلُقي أن أنافق
أحداَ او أمكر به، والرجل أكرمني وفتج لي فلبه وبيته، فكيف اكون عيناَ عليه،
هذا ما لا سبيل إليه أبداَ، ابحث عن غيري ليحقق لك ما تريد.
4 1 - وفي (0 96 1 م) اتصل به وزير الاوقاف المصري السيد أحمد عبد الله
طعيمة، وسأله رايه في العمل بوزارة الأوقاف، فقال له: إني متطوع بجهدي
ووقتي لخدمة الدين في كل مجال، فصدر قرار بتعيينه مستشاراَ للدين والثقافة
بالوزارة.
وبمجرد قيام الدكتور موسى بوظيفة المستشار دب النشاط والحركة في
الوزارة، فصدرت مجلة (منبر الإسلام) وكونت اللجان المختلفة لوضع تفسير
22

الصفحة 22