كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
عصري ميسر للقرآن الكريم وكتاب في الفقه واَخر في الحديث وسجل المصحف
المرتل، وظهرت مؤسسة الزكاة وغير ذلك من المشروعات الإسلامية0
وبقي الدكتور محمد يوسف في منصب المستشار ستة أشهر، ثم استقال
لظروف صحية طارئة، وترك ما بدأه في وزارة الأوقاف يتف من يأتي بعده في
طريقه المرسوم.
15 - ولنشاطه وسعة أفقه، وجنوحه إلى الاجتهاد والتجديد، وازَوعه
الواسع في العلوم الدينية دعي للاشتراك في لجنة إصلاح الأسرة في وزارة
الشؤون الاجتماعية، وفي لجنة إصلاح منهج الدين في وزارة التربية والتعليم،
وكان رئيساَ لجماعة الأزهر للنشر والتأليف، وكان له برنامج ثابت في الإذإعة
الدينية الصباحية، كما كان له إسهام واضح في الإذاعة الموجهة إلى الشعوب
الإفريقية والاَسيوية. .
وشارك بجهود طيبة في أعمال المؤتمر الإسلامي وبخاصة في عهد رياسة
الرئيس أنور السادات له، ثم في عهد السيد أمين شاكر، فقد كان المؤتمر يكلفه
بكتابة بحوث مختلفة ورسائل قصيرة تشرح الإسلام في عبارة ميسرة، عقيدة
وشريعة لترجمتها وتعريف العالمين الغربي والشرقي بهذا الدين العام الذي جاء
للناس كافة والصالح للتطبيق الدائم. .
16 - والدكتور موسى عاش حياته كلها تقريباَ متفرغاً للعلم، ومهتماَ
بقضايا الأمة وما آل إليه حالها في العصر الحديث، وما السبيل إلى استرداد
عافيتها وقوتها، وحريصاَ أبلغ الحرص على تجلية الأحكام الإسلامية؟ وفقاَ
لمنهج السلف الأول من الفقهاء، ومراعاة تغمير الأحكام بتغير الزمان والمكان،
ونشرها بين الناس جميعاَ مسلمين وغير مسلمين، فهو لم يثزوج (1)، ومن ثم لم
(1)
سألت شقيقه الأستاذ حسين عن سبب عزوفه عن الزواج، فأخبرني بان فترة
المحاماة، ومراجعة القوانين والمرافعة في المحاكم، وحرصه على إجادة
الفرنسية، كل ذلك شغله عن الزواج، ثم بعد انتقاله إلى الأزهر شغله البحث=
23